الى

رسائل الطف :الى سيدي أبي الفضل العباس.

أما بعد ..

ها قد حان فرض عاشوراء، فمئذنة الروح مَجدَّت تراتيل الشوق، وعمود دخان الخيام تصاعد في القلب ، وسماء الجفون ممطرةٌ لجرحك سيدي، تتوق النفس لترابٍ عفرته أقدام الوافدين لمرقدك الطاهر ، فما رأيت ماءً إلا ولاح رسمك في الأحداق، كيف استطاع ذلك العمود ان يهوى على هامتك المقدسة وأنت ابن أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخ السبطين (عليهما السلام)؟ وما لتلك النبلة العمياء التي أصابت عينك؟ ألم تر نور وجهك الوضاح أيها القمر النيّر؟

أكتب اليك وفي مخيلتي مشهد خلّدته أنت في مثل هذا اليوم، حين كَشَفَت الجيش عن نهر الفرات فكنت لوحدك أكثر منهم عددا، وسقيت المخيم عذباً أيها العذب، وكنت والله ساقي العطاشا، يا بن أمير المؤمنين، سيدي، كلنا اليوم عطاشا بدونك ولا طاقة لنا على تحمل الفاجعة، فألف نبلة بعدك صوبت نحو مخيم الإسلام، والف يزيد يتبختر بغطرسته وعدوانيته في خيام العراق، فمن لهم غير حشدك سيدي؟

أبعث لمقام ضريحك يا قبلة الوفاء و يا حامل لواء النهضة الحسينية، سلاماً ينضح بالسلم والعقيدة ، فهيهات أن تأتي الأرض بمثلكم، سيدي، دعائي الى الله بك أن تتفقّد بشفاعتك مَن روت دماؤهم السواتر، أولئك الذين حملوك أيقونة فوق قلوبهم وتحشدوا ليكونوا حشد الله المقدّس وجيّشوا عدتهم ليدافعوا عن كل شبر من الارض التي حاول أموييّ الفكر ان يدنسوها، وليردّوا على ما جاء به يزيد العصر.

سيدي، وأبلغك سلام المعزين من شيعتك والمعظمين شعائر عاشوراء ، وسلام أولئك الذين لم يستطيعوا الوصول لمرقدك الطاهر، لينكبوا الى قبرك دمعةً تواسي أم البنين ، سيدي واليك أرفع التعازي لمصاب أخيك الحسين (عليه السلام) فعظم الله أجرنا بكم يا أئمة الكون وأسياده .
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: