الى

لأول مرة على أرض كربلاء المقدسة، هيئة الزهراء (عليها السلام) تجسِّد واقعة الطَّف بعمل تمثيلي كبير.

بين تاريخ نيّرٍ بضوءِ الخلود، وحلمٍ يلج مشاهد إبداعية، انبثق منذ عقودٍ باحثاً إمكانية تأسيس مسرح حسيني رسالي عابق بذلك التاريخ الخالد للنهضة الحسينية المحمدية الأصيلة، يهدف الى تقديم أنموذج فكري معاصر للشعوب من خلال هذا المسرح بأسلوب حضاري متجدِّد، ولفتح نافذة أمام العالم يطلُّ منها أنموذج الاسلام الحقيقي الذي تجسَّد بنهضة الإمام الحسين الخالدة، وكشف زيف المتسترين بمبادئ الاسلام المحاولين تشويه مبادئه السامية، مسلطاً الضوء أجزاء نُزُر من فصول تلك الفاجعة التي وصفها الإمام الحسن (عليه السلام) بقوله : "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله".

قادنا هذا التمني لأرض الواقع، ليجيء بنخبة من الشباب الحسيني الذين يمثلون هيئة الزهراء التابعة لقسم المواكب والشعائر الحسينية في محافظة الديوانية ـ ناحية غماس، عاملين على هذا الحلم محاولين إيصال رسالتهم من خلال تمثيلهم واقعة الطف، بعد أن توكلوا على الله مستعينين بالمصادر الموثوقة التي هيَّؤوا من خلالها نصوص العمل وقدَّموها بين يدي كبار علماء النجف الاشرف للاطلاع عليها وتدقيقها .

حيث أقيم في كربلاء تمثيل لواقعة الطف المفجعة ولأول مرة على أرضها المقدسة، بعد ان كانت تقيمه في مدينة غماس منذ تسع سنين، وبمشاهد أعادت الى الأذهان وقدحت فيها ما حدث وجرى على الإمام الحسين واهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) في العاشر من محرم .

الحاج هادي عطشان شمران مسؤول هيئة الزهراء(عليها السلام) الخدمية تحدَّث عن العمل قائلاً: "تقيم هيئة الزهراء (عليها السلام) تمثيلاً لواقعة الطف الأليمة على أرض كربلاء المقدسة، والذي جسدت من خلاله مظلوميّة الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه وما جرى عليهم في العاشر من محرم الحرام سنة (61)هـ وقد جرى التحضير لهذا العمل منذ أكثر من ستة أشهر، بعد ان تم أخذ الموافقات الأصولية من مجلس محافظة كربلاء، وقسم المواكب الحسينية التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية من تجهيز الخيم وأعمال الحدادة وتدريب الكوادر، وقد بدأنا العمل في مدينة غماس، وارتأينا في هذا السنة أن يكون المشهد التمثيلي على أرض كربلاء المقدسة، أرض الطهر والشهادة والقداسة".

وأضاف " أن عدد الأفراد الذين يمثِّلون الجيش الأموي قد بلغ (1200) فرد ، كما أن عدد الأفراد الذين يمثِّلون أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) يبلغ من(30 إلى 35) فرداً، بالإضافة إلى مجموعة من النساء والأطفال، وأن النصوص التي أعدَّت تم تنقيحها من قبل مجموعة من العلماء والباحثين في مدينة النجف الاشرف".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: