الى

أضاؤوا الشموع وأمطروا القوافي دموعاً، أهالي كربلاء يحيون سابع الإمام الحسين (عليه السلام)..

إن لم يحضر أهل بيتك ومواليك عند قبرك يا أبا عبد الله الحسين في سابعك سنة (61)هـ، ولم توقد عليه الشموع، ولم يسكب عليه الماء، ولم يقَم عليك مأتم، ها هم محبوك وموالوك من أهالي كربلاء جاؤوك ليواسوك ويعزوا أمك الزهراء وجدك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا المصاب وليبردوا حرارة شهادتك التي لن تبرد ولن تطفأ جمرتها مدى العصور والدهور .


أحيا أهالي كربلاء بمواكبهم وهيئاتهم وكما هي عادتهم من كل عام وفي مثل هذا اليوم، سابع الإمام الحسين (عليه السلام) بموكب موحد ضم شخصيات ورموز المدينة القديمة، وذلك بعد صلاة العشاءين من مساء يوم (17محرم 1439 هـ) مستذكرين سيدة الحزن المبجل زينب (عليها السلام) وكيف ترادفت عليها المصائب.

هي شعيرة اعتاد أهالي كربلاء على أحيائها منذ زمنٍ بعيد، إذ توجهوا الى حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) بعد أن كانت وجهتهم الأولى عند مرقد أبي عبد الله الحسين (سلام الله عليه) بهتافاتهم الولائية وهم يحملون الشموع بمشهد يصور وقع تلك الليلة على قلب السيدة زينب (عليها السلام)، وما إن دخلوا الصحن الشريف حتى أقيم مجلساً عزائياً أحياه الخطيب الشيخ ( بهاء الكربلائي) نجل الشيخ المرحوم ( هادي الكربلائي) رحمه الله، بعد ذلك اعتلى المنبر الرادود عبد الامير الأموي والذي أنشد بحنجرته نعياً وقصائد بهذه الذكرى، كما تمّ استذكار خَدَمَة المسيرة الحسينية من الرواديد والخطباء والشعراء الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في إحياء هذه المناسبات الحسينية.

يشار الى أن وقع فاجعة الطف كبير على كل النفوس، وأن ممارسة إحياء ذكراها ارتبط ارتباطاً وثيقاً بضمائر الموالين، لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لذلك يستعد الجميع لإحياء هذه الشعائر استعداداً نفسياً وجسدياً وعقلياً وعاطفياً، وإن هذا الترابط يدفع الجميع الى استثمار كل فرصة للتعبير فيها عن المشاعر والأحاسيس وترجمتها إلى ممارسة فعلية.

وتبدأ ممارسة وشعائر الاستذكار عند دخول ظعن الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء في اليوم الثاني من شهر محرم الحرام وكل ما يقع من أحداث خلال تلك الأيام، ويتواصل حتى يوم الذروة وهو اليوم العاشر منه الذي تُكثَّف فيه كل الجهود حتى آخر الليل، ثم تتم التهيئة إلى يوم الثالث عشر منه الذي يسمى يوم (ثالث الإمام) ومن ثم يأتي يوم السابع عشر، ويسمى هذا اليوم أيضاً (سابع الإمام) ولهذا تنطلق المواكب لأداء مراسيم العزاء في هذه الفاجعة الأليمة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: