سجاد أبن الستة أعوام، فسيلة من جنوب القلب وبصرة الشموخ، من ذوي الاحتياجات الخاصة يخاطب المجد الذي تربى في كنف العراق وخطته دماء الطف، حين أصر أن يقدم للحسين (عليه السلام) زحفاً ويقطع مئات الأميال على ركبتيه رافضاً الإتيان بعربة، فالحسين بقلبه أكبر من أن يؤتى على ظهر دابة.
أنت وأمثالك يا سجاد من أولئك الآتون من حرائق الروح بنار الخيام، الماضون نحو الجنة قاطعين طريق الخلاص زحفاً.
أي عشق حسيني ذلك الذي إذا ما أُنزل على جبل لتصدع؟
أي جنون في الإيمان وعقيدة المحمدية في نفوسكم؟
فأنت يا سجاد على صغر سنك أكبر من أن تصفك المفردات وأوسع من أن يحتضنك التاريخ.
هنيئاً لك عزمك ووعيك فموقفك هذا هو شرف لمن تناقله، وإن إمامك الحسين (عليه السلام) سيتشفع لك عند الله ويدعوه أن يبدل ساقيك المعاقين بجناحين تحسدك عليهما الملائكة.
وأنت وإن لم يبلغ عمرك سن التكليف الشرعي إلا أن لمثل عقلك يقال سيدي، نسأل الله أن يوصلك لكربلاء سالماً وتعود لأهلك غانماً وأن يتقبل منك عملك أيها القربان الحي.