جانب من الحفل
وقد حضر هذا الحفل رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري والأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي وممثلين عن العتبات المقدسة والمزارات الشريفة وعدداً من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من الزائرين وأهالي المدينة .
وقد ابتدأ الحفل بآي من القرآن الكريم تلالها القارئ مصطفى ألغالبي، لتأتي بعدها كلمة الأمين الخاص لمزار السيد محمد عليه السلام المهندس سمير يوسف عباس" والتي أستعرض فيه مراحل الأعمار التي مر بها المرقد الشريف ومراحل بناء وأعمار المآذن الشريفة وأهم المشاريع الحالية والمستقبلية والتي هي قيد الدراسة، وأشاد بدور ديوان الوقف الشيعي والعتبة العباسية المقدسة والدعم الذي قدماه لأمانة المرقد الشريف في أتمام هذا المرحلة من المشروع ".
وبين" أن أهم ما ميز هذا المشروع هي عدت مميزات أهمها أنه أنجز بأيدي عراقية خالصة ومن ورش ومعامل العتبة العباسية المقدسة، دون الاستعانة بأي مجهود أو خبره خارجية وهذا خير دليل على قدره الكفاءات والمهارات الهندسية والفنية العراقية التي تعمل لديها ومن الميزات الأخرى التي تميزت بها المئذنتين الكتيبتين القرآنيتين العلوية والسفلية التي ستنفذ في المرحلة الثانية من المشروع والتي تم صناعتها بمهارة وجودة عاليتين ولقد خُطت على يد امهر الخطاطين العراقيين وهو الخطاط فراس عباس البغدادي وبخط الثلث المركب وخُط عليها آيات من سورة النور المباركة ".
وحث السيد موسى "جميع المزارات لفتح حالة من التعاون مع باقي العتبات المقدسة في العراق وفي جميع المجالات والصعد أهمها الجانب العمراني وفي ختام حديثة شكر أمين المزار كل من ساهم وشارك في أنجاز هذا الصرح العمراني من مرجعيه دينية وديوان الوقف الشيعي والعتبة العباسية المقدسة وشركة ارض القدس وقسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة باعتبارهما الجهة المنتجة للبلاطات الذهبية والمصممة والمنفذة للمشروع ".
بعدها جأت كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري والتي عبر فيها "عن سعادته في أنجاز هذه المرحلة المهمة من هذا المشروع, والعمل على تقديم أفضل الخدمات لزائري المرقد الشريف والذي يفد إليه آلاف الزائرين وعلى مدار السنة ".
وأوضح "نحن في ديوان الوقف الشيعي نساند ونساهم ونحث المسؤولين في جميع المزارات بأن يعملوا على تطويرها وجعلها في أجمل وأبهى صورة باعتبارها ملجأ يلتجئ إليه المؤمنين للصلاة والدعاء والاستغفار والتوبة وختم حديثه بالتهنئة لجميع الأخوة العاملين في المشروع من مهندسين وفنين وعمال بانجاز هذا الصرح الجميل وأن يوفق الجميع لخدمة المزارات الشريفة" .
لتأتي بعدها كلمة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي والتي أكد فيها على نقطتين الأولى هي:أن هذا البلد وبحمد الله تعالى فيه الكثير من الخبرات والكفأت والتي يعجز أي إنسان عن إحصائها وفي جميع المجالات والاختصاصات وأن عملية استثمارها والاستفادة منها أمر لابد منه وبجميع المفاصل الرسمية وغير الرسمية ،ومن هنا كان الاهتمام بالعقل العراقي والعمل على توفير الإمكانيات وتذليل الصعوبات كافة و إذا توفرت وهُيئت الأجواء لذلك فأنه سيتحقق النجاح بدون شك ، أما النقطة الثانية التي أكد عليها هي :أن نشهد ونُشيد بكفاءة وإمكانية العقلية العراقية وأعتبر هذه النقطة أهم من الأولى فإذا شرعنا بأي مشروع أو عمل لابد من تحمل والاعتراف بالأخطاء الغير مقصودة في العمل لأنها ستفتح أمامنا آفاق لم تٌفتح سابقاً ".
وبين "أنه أي عمل ينجز لابد من وجود نسبة خطا فيه وهذه النسبة مهما تكن صغيرة لكنها ستفتح لنا مفاتيح نجاح مستقبلية في أي عمل آخر حال درستها بصورة صحيحة ومنطقية وفق أسس علمية ومهنية ،والحمد لله كان في العتبة العباسية المقدسة ورشه خاصة بأعمال التذهيب وهي متكاملة من جميع النواحي وبكادرها العراقي الخالص وهم من منتسبي العتبة المقدسة والتي أخذت على عاتقها فتح قنوات التواصل لتزويد العتبات المقدسة والمزارات الشريفة بكل ما تحتاجه من أعمال خاصة بالتذهيب من صناعة وتركيب وأن العتبة العباسية المقدسة مستعدة على أتمام وانجاز ما تبقي من هذا المشروع أو أي مشروع أخر ".
وأشار السيد الصافي " أن هذه المراقد والمزارات هي ملاجئ أمان لكل العراقيين ولا تخص طائفة دون أخرى ويجتمع فيها الجميع باعتبارها متنفس ديني واجتماعي والعراق قد تميز عن باقي الدول بكثرة المراقد المقدسة والمزارات الشريفة فهو بلد الأنبياء والأئمة والأوصياء والرسالات فهنيئاً للذي يخدم خدمة صادقة يحالفه الحض والتوفيق فيها ,العراق يستحق منا كل خير وأن لا ندخر جهداً ما دام بوسعنا نقدم ونعطي لهذا البلد سواء كان في المراقد المقدسة والمزارات الشريفة أو أي مكان أخر ،لأن هذا الشعب صبر وعانى لعقود كثيرة وحافظ ودافع عن هويته الدينية والاجتماعية فعلية يحتاج أن نبذل له المزيد".
بعدها بين رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة في كلمته شرح مفصل حول خطة العمل ومراحل الانجاز والقضايا الفنية المتعلقة بالمشروع .
وفي ختام الحفل تم توزيع عدد من الهدايا التقدرية لبعض العاملين بالمشروع.
يذكرأن عمل التذهيب كان بطريقة الطرق على جلد الغزال في شعبة التذهيب وآلمينا التابع لقسم المشاريع الهندسية للعتبة العباسية المقدسة، أما الأعمال الأخرى كأعمال البناء القياسات الهندسية وأعمال النحاس فقد تكفلت بإنجازها شركة أرض القدس للمقاولات الأنشائية وإن فترة العمل التي استغرقت لإنجاز هذا المشروع كانت 120 يوم لكلا المأذنتين، أما كمية الذهب المستعملة فهي (53) كيلو غرام من الذهب الخالص عيار (24) وبقياس (18×18)سم وبوزن (10)غرام ذهب خالص لكل بلاطة ذهبية وأن عمليات تصنيع البلاطات(الطابوق الذهبيGolden Blocks) وإكسائها بالذهب تمت داخل شعبة التذهيب التابعة للقسم المذكور في العتبة العباسية المقدسة واستخدمت مادة المينا في تطعيم الآية القرآنية المذهبة في أعلى المآذن, وشملت عمليات التذهيب الجزء العلوي من مئذنتي المرقد الشريف، والذي تبلغ مساحتة160م2 عدا الجزء المقرنص في المئذنتين ،وأن مشروع تذهيب مآذن مرقد السيد محمد يعد أول مشاريع التذهيب التي تم تنفيذها خارج العتبة العباسية المقدسة وبكوادرها، وذلك بعد النجاح الذي تحقق في تذهيب منائر حرم أبي الفضل العباس عليه السلام، وبعد أن أصبحت الكوادر العاملة في مجال التذهيب عراقيه100%، ابتداءً من عمليات التصميم والتصنيع وباقي الأعمال الأخرى كالطرق واللصق والتطعيم بالمينا والنقش والفحوصات النوعية والبناء والتركيب.