الى

بالصّور: مواكبُ العزاء تتوافد على صحن أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) لتعزيته بذكرى وفاة والدته (سلام الله عليها)...

اعتادت مواكبُ العزاء من داخل وخارج كربلاء في مثل هذا اليوم الثالث عشر من جمادى الآخرة أن تتوافد على صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) لتعزيته بذكرى وفاة أمّه السيّدة الجليلة الطاهرة أمّ الوفاء والإيثار أمّ البنين(عليها السلام)، لكونه المعزّى بهذا المصاب الجلل، وهذا عرفٌ عزائيّ اعتادت على إقامته مواكبُ العزاء والزائرين، حيث بدأت هذه المواكب بالوفود الى حرمه الطاهر منذ يوم أمس حتى اليوم، وذلك ضمن جدولٍ أعدّه قسمُ المواكب والهيئات الحسينيّة في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية.
مواكبُ العزاء كانت نقطةُ انطلاقها من شارع قبلة الصحن الشريف لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) لتقف أمام ضريحه المقدّس معزّيةً إيّاه ومستذكرة وقفتها المشرّفة في يوم عاشوراء وما قبلها وبعدها، حينما ضحّت بفلذّات أكبادها دون سليل العترة الطاهرة أخيهم الإمام الحسين(عليه السلام)، حيث صدحت الحناجر وذُرفت الدموع لهذه المناسبة الأليمة التي ألمّت بالبيت العلوي في سنة 63 للهجرة، ولسان الحال يقول: أعظم الله لك العزاء يا صاحب العزاء يا أبا الفضل العبّاس بهذه الذكرى المؤلمة.. لتواصل المواكب مسيرتها بعد ذلك نحو مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) فتجدّد العزاء عند ضريحه الطاهر مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين.
رئيسُ قسم المواكب والشعائر الحسينيّة في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية الحاج رياض نعمة السلمان تحدّث لشبكة الكفيل عن هذه المراسيم قائلاً: "إنّ حركة ونزول مواكب العزاء في ذكرى وفاة أمّ البنين(عليها السلام) تبدأ قبل يوم من ذكرى الوفاة التي توافق اليوم الثالث عشر من جمادى الآخرة وتتواصل لما بعدها، وتشهد ذروتها هذا اليوم، حيث تفد لمرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) مواكب العزاء من داخل محافظة كربلاء المقدّسة وخارجها، وهذا عرفٌ عزائيّ معتادٌ عليه منذ القدم، ويعمل منتسبو قسمنا على تنظيم حركة مسيرتهم، حيث يكون دخول المواكب من باب قبلة مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وبعد تقديم التعازي له لكونه صاحب المصيبة والمعزّى يتوجّهون لمرقد الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين، ويُشاركهم في مواكب العزاء هذه أيضاً جموعٌ غفيرة من الزائرين".
يُذكر أنّ السيّدة أمّ البنين(عليها السلام) بعد خدمتها لسيّد الأوصياء وولديه الإمامين الحسنين وعقيلة بني هاشم زينب الكبرى(عليهم السلام أجمعين) وبعد عمرٍ طاهرٍ قضته بين عبادة الله جلّ وعلا وأحزان طويلة على فقد أولياء الله سبحانه وتعالى، وفجائع مذهلة من استشهاد الإمام علي بن أبي طالب في محرابه وولده الإمام الحسن(عليهما السلام)، وشهادة أولادها الأربعة في ساعةٍ واحدة صوناً لحرمة حبيب الله وريحانة رسوله وسبطه الشهيد الإمام الحسين(عليه السلام)، بعد ذلك كلّه كانت وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة 64هـ منتقلةً الى رحمة بارئها عزّ وجلّ، ودُفنت في مقبرة البقيع بالقرب من إبراهيم، وزينب، وأمّ كلثوم، وعبد الله، والقاسم، وغيرهم من الأصحاب والشّهداء، وقد تمّ هدم قبرها من قبل النواصب مع قبور أئمّة أهل بيت النبوّة(عليهم السلام).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: