الى

مواليةٌ تحدّت عجزها لتصنع عملاً فنيّاً بأسنانها وتُهديه لمرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)...

للوفاء صورٌ عديدة، يعبّر فيها المحبّ والموالي لوليّه عن الحبّ والوفاء، تتجسّد بعضها بممارسة الشعائر، وأخرى بالعطاء والبذل والتضحية، إلّا أنّ من صور الوفاء والولاء أن يستثمر الموالي ما لديه من طاقة وإمكانيّات ليصنع عملاً يتقدّم به للمولى.. وهذا ما كان من الموالية مهديّة باقري من مدينة طهران الإيرانيّة، إذ لم يمنعها عجزُها وهي مصابة بشللٍ كلّي من أن تصنع عملاً فنيّاً رغم بساطته لتُهديه إلى حرم المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، عملاً لم تصنعه بيديها أو بمساعدة عائلتها بل أصرّت وخلال مدّةٍ قصيرة جدّاً أن تُكمله بواسطة أسنانها.

حيث بيّنت والدتُها: "إنّ مهديّة تُعاني من شللٍ في معظم أجزاء بدنها وهي غيرُ قادرةٍ على السمع والنطق، وقد أصرّت على إتمام هذا العمل خلال عشرة أيّام بعد أن علمت بأنّنا متوجّهون لزيارة مدينة كربلاء المقدّسة".

العمل هو عبارة عن لوحةٍ فنيّة بسيطة استُخدِمت فيها بعض الخرازيات لترسم زخارف ملوّنة يتوسّطها اسم المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) بعبارة: (يا عباس)، معبّرةً فيها عن شوقها وحبّها وولائها لقمر بني هاشم (عليه السلام).. لتُهديها بعد وصولها الى قسم الهدايا والنذور وتكون ضمن مقتنيات العتبة العبّاسية المقدّسة التي اعتادت على استلامها من شيعة ومحبّي أهل البيت(عليهم السلام) من كافّة بقاع الأرض.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: