الى

بالصور:رايةُ قبّة أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) خفقت في إحدى المدارس الدينيّة ومعها خفقت القلوب...

شعورٌ يفوق الوصف وأنت تقف بين جموع الموالين العاشقين لأبي الفضل العبّاس(سلام الله عليه) لتقرأ وتستشعر في عيونهم لهفةً عارمةً لتلك البقعة الطاهرة، آملين بأن تكتحل عيونهم برؤية قبّة مرقده الشامخة وتقبيل أعتابها الطاهرة، وهذا ما تجسّد جليّاً خلال مراسيم ولائيّة لرفع رايه قبّة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في مدرسة الإمام الخميني الدينيّة في مدينة كاركل الهنديّة، وذلك ضمن فعاليّات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ السادس المقامة فعاليّاته حاليّاً في المدينة المذكورة، وبحضور واسع وكبير احتشد في باحة المدرسة الرئيسيّة والطرق المؤدّية اليها منذ ساعات الصباح الأولى، كيف لا وهي تمثّل عنواناً لمعانٍ سامية شتّى، إذ أنّها رمز الشجاعة، والإيثار، والتفاني، والوفاء، والنجدة، والثبات على المبدأ الحسينيّ.

المراسيم هذه ابتُدِئت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت قارئ العتبة العسكريّة المقدّسة قيصر صباح أعقبتها كلمة لوفود العتبات المقدّسة المشتركة في المهرجان (الحسينيّة العبّاسية العسكريّة) ألقاها نيابةً عنهم السيد إبراهيم الحسيني وبيّن فيها قائلاً: "واقعاً أجد نفسي سعيد الحظّ والتوفيق أن أقف بين أيديكم وقد تلألأ نور الولاية على وجهوكم وأنتم تحملون قلوباً مفعمة بالإيمان، لا شكّ ولاريب أنّ هذا الحفل هو مجلس من مجالس الذكر لله عزّ وجلّ وفيه رضاه، لأنّه ورد في الخبر الشريف عن النبيّ محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): أنّ (ذكر علي عبادة)، كيف لا يكون عبادة وقد وُلد في بيت الله الحرام وقضى حياته في مرضاته وقد أعطى وجوده لله فأعطاه الله كلّ شيء، فعليٌّ هو سرّ الوجود وبولايته يتمّ رضا المعبود، فما عساني أن أتحدّث بحقّه وقد أعقم الدهر على أن يأتي بمثله".

وأضاف: "إنّ إحياء هذه المناسبات هي من أعظم القربات لله عزّ وجلّ، لذلك دأبت العتبات المقدّسة في العراق وعملاً بتوجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا أن تعقد الندوات والمؤتمرات والمهرجانات وبناء مؤسّسات ثقافيّة لديمومة روح التواصل ما بين محبّي أهل البيت(عليهم السلام)، ومن هذا المنطلق أتينا اليكم من عراق عليّ والحسين(عليهما السلام) لنشارككم الأفراح بذكرى مولد الإمام علي(عليه السلام) التي لا يزال صداها لحدّ هذه اللحظة".

بعد ذلك كانت هناك كلمةٌ ترحيبيّة ألقاها بالنيابة عن الحاضرين الشيخ صادق رجائي، وعبّر فيها عن "عظيم شكره للعتبة العبّاسية المقدّسة والقائمين عليها بأن تكرّمت بإهداء راية أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) التي تعني لنا الكثير، والشكر موصولٌ لباقي ممثّلي العتبات المقدّسة لمشاركتهم في هذه المراسيم، ولتقرّ عيون المحبّين والموالين لأهل البيت(عليهم السلام) ولتكون هذه الراية عامل أمانٍ وطمأنينة لهم، فالعبّاس(عليه السلام) هو باب الحوائج وله مقامٌ رفيع ومنزلة كبيرة عند أئمّة أهل البيت(سلام الله عليهم)".

بعد ذلك توجّهت الوفود وممثّلون عن مؤسّسات دينيّة لرفع راية أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) التي بارتفاعها على ساريتها تعالت أصوات الباكين والناحبين وهي ترنو اليها ترتفع في سماء هذه البقعة من المدينة.

لتُختتم هذه المراسيم بقراءة زيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) بصوت قارئ العتبة العبّاسية المقدّسة ليث العبيدي.

بعد ذلك توجّهت الوفود لمدرسة دينيّة أخرى هي مدرسة الشهيد المطهّري، وبعد الاستقبال الحارّ الذي جرى لهم وعبارات الترحيب التي عجّت بها المدرسة كانت هناك كلمة توجيهيّة لرئيس وفد العتبة العبّاسية المقدّسة السيد عقيل عبد الحسين الياسري، حيثّ بيّن فيها قائلاً: "نشدّ على أيدي الكادر التدريسيّ لهذه المدرسة من مدرّسين ومدرّسات وندعوهم لبذل المزيد، وهنيئاً لهم هذه الخدمة"، كما دعا الطالبات الى الالتزام بالحجاب والتمسّك بمبادئ الدين الإسلاميّ الحنيف ومنهج أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ليكنّ مصداقاً لمقولة (الفاطميّات) أو (الزينبيّات)، كما حثّ الطلّاب على بذل المزيد من الاجتهاد في التعلّم ليكونوا مصداقاً لكلمة (حسينيّين) متسلّحين بسلاح العلم والمعرفة لخدمة الدين الإسلامي ومذهب أهل البيت(سلام الله عليهم)".

وقدّم وفدُ العتبة العبّاسية المقدّسة هدايا للطلّاب والطالبات بالإضافة الى الكادر التدريسيّ في المدرسة، وقد وُدّعت الوفود بمثل ما استُقبِلت من الحفاوة والترحيب.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: