ما أن حلّ صباح يوم الخميس (18رجب 1439هـ) الموافق لـ(5نيسان 2018م) وهو موعد انطلاق فعاليّات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ السابع في مدينة كاركل شمال الهند، الذي وضع في منهاجه الافتتاحيّ رفع رايات قباب مراقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس والإمامين العسكريّين(سلام الله عليهم أجمعين) حتّى تجمّعت حشود كبيرة أمام مقرّ إقامة وفود العتبات المقدّسة بانتظار تحرّكها من أجل اكتحال أعينهم بهذه الرايات، هذه الجموع وبالرغم من برودة الجوّ وتقلّبات المناخ حضرت منذ ساعات الصباح الأولى.
ومن أجل حضور هذه الفعاليّة ومراسيم رفع الرايات التي تُقام لأوّل مرّة وبهذا التمثيل في هذه المدينة الفقيرة بمواردها المادّية الغنيّة بمواردها الروحيّة والعلقة الأزليّة بمحبّة النبيّ وأهل بيته الأطهار(سلام الله عليهم)، فقد عُطّلت جميع أعمال المدينة وأُقفلت المحالّ والأسواق وتوقّفت الدراسة فيها تماماً، وازدحمت الطرق بالمارّة والسيارة من أجل النهل من بركات عتبات العراق المقدّسة وتكحيل العيون وتداوي القلوب بنسائم ذكراهم، فكان التجمهر حول الحوزة العلميّة الاثني عشريّة والطرق المؤدّية اليها بانتظار وبلهفة عارمة لافتتاح هذا المحفل الولائيّ الذي كان بالنسبة لهم ظفراً كبيراً، شاطرتهم كذلك باقي القرى والمقاطعات المحاذية والقريبة للمدينة فكان حضوراً إيمانيّاً يفوق التصوّر لم تشهده أيّ فعاليّة لأيّ جهة بهذا الحضور الذي قرب الى عشرات الآلاف.
شقّت الوفودُ طريقها بصعوبةٍ بالغة حتى وصول مكان رفع الرايات عند مدخل حسينيّة الأئمّة الاثني عشريّة (المكان المحتضن لفعاليّات المهرجان)، وما أن بدأت المراسيم حتّى تهافتت نحوها القلوب حبّاً وولاءً قبل الأقدام، وكان المشهد موسماً عاشورائيّاً أو أربعينيّاً داخل المدينة والعيون ترنو الى سارياتها، وما أن بدأ رفعها على الساريات واحدة تلو الأخرى على أصوات (لبيك يا حسين) و (أبد والله يا زهراء ما ننسى حسيناه) و (هيهات من الذلّة) حتّى هملت الدموع وتكسّرت الحسرات وكأنّ رايات القباب قد أرجعت عقارب الساعة لبداية موسم عاشوراء وأربعينيّة الإمام الحسين عليه السلام.
فوقفت الكلماتُ معلنةً عن عجزها لإيفاء العمالقة ما يستحقّون من الوصف والبيان.. وهذا العجز من البديهيّات إذا كان محور الكلام هو محور الفضائل وقطب رحى المفاخر وصدر المكرمات وعنوان المناقب.. ونعني الإمام الحسين وأخاه أبا الفضل العبّاس والإمامين العسكريّين(عليهم السلام).
عدسة الكفيل كانت حاضرة في هذه الفعالية وحصدت الجزء اليسير منها.