خلال حفل ختام مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي السنويّ السادس الذي أُقيم عصر يوم السبت (19رجب 1439هـ) الموافق لـ(9نيسان 2018م) في الحوزة العلميّة الاثني عشريّة في مدينة كاركل الهنديّة كانت هناك كلمةٌ لممثّل المرجعيّة الدينيّة العُليا في كشمير سماحة السيد محمد باقر الموسوي النجفي الكشميري، الذي تعذّر عليه المجيء لسوء حالته الصحّية فألقاها نيابةً عنه نجله السيد أبو الحسن المهدي، وهذا نصّها:
"السلام على جميع الحضور الكرام في هذا المحفل المبارك من الفقهاء والعلماء الواردين لهذه المنطقة والقاطنين فيها من أهل العلم والمؤمنين، يسرّني أن أقدّم إليهم تمنّياتي الخالصة وتهانيّي القلبيّة بمناسبة إقامة هذا المهرجان المنعقد إحياءً لذكرى وليد الكعبة المشرّفة أمير المؤمنين علي ووصي الرسول الأعظم (صلوات الله عليهما)".
وأضاف: "هذا المهرجان الذي لم يزل يُعقد بالتعاقب سنويّاً من قبل اللّجنة المنظّمة له في العتبة العبّاسية المقدّسة، وكان هذا السعي منهم في كلّ عام في الهند الهادف الى الألوكة العالميّة الناجية للبشر من الإمام علي(عليه السلام) في سيرته الغرّاء، وإنارة جميع جوانبها وأبعادها التي أسدلت ستار الخمول من أهل النفاق والشحناء والبغضاء على مرّ الأيام، والحال أنّ رسالته هي عين ما جاء به النبيّ(صلى الله عليه وآله) من عند الله سبحانه وتعالى، وجعله مسؤولاً ومنصوصاً للتبليغ بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) خليفةً ووصيّاً وأميناً وحافظاً على الكتاب والسنّة، كما قام الإمام علي(عليه السلام) لتكميل ذلك الأمر طول حياته المقدّسة مع مواجهته للمصائب والرزايا وفظاعة الكوارث وكثرة الأعداء، لكنّه فاز في إبلاغ ما أودع اليه من الودائع الإرشاديّة للأمّة الإسلاميّة".
وأكّد الكشميري: "ما أحوج المسلمين الى الاقتداء بسيرته المطهّرة لاسيّما في هذا العصر الذي أحاطت فيه البلايا الروحيّة والمادّية والتفرقة للمسلمين داخليّاً وخارجيّاً، ولا دواء لهذا الداء العضال إلّا بالاقتداء بسيرة الرسول والإمام علي(عليهم السلام)، فبورك من سعى في دعوة الأمّة الى هذا الهدف المقدّس لتوحيد كلمة الأمّة والوقوف ضدّ المؤامرات الأجنبيّة التي لا تزال تهدّد الإسلام وأهله.
ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يُديم مسعى القائمين في إقامة هذا المهرجان يوماً ويوماً من دون انقطاع وعراقيل إن شاء الله".
وتابع: "كان من المقرّر انعقاد هذا المهرجان قبل عامين في عاصمة كشمير، لكن مع الأسف لم يعقد فيها، ومع ذلك أدامت اللّجنة المشرفة عليه في عملها وقامت بعقده في بلدة كاركل، ولا ريب أنّه يعود بالفخر اليها ولا غرو فهي مدينة المؤمنين الذين اعتنقوا وتمسّكوا بأهل البيت(عليهم السلام) قبل أكثر من مائة عام بفضل العارف الجليل السيد محمد المعروف في التاريخ بالأمير شمس الدين العراقي(قدّس الله سرّه الشريف)، وهو المبلّغ الأوّل لها، ولمنطقة كاركل ذكرٌ خالد منذ ذلك الزمان الى عصرنا هذا من العلم والتديّن والصفات الصالحة واتّباع الشريعة، وجدول تاريخها طافح بأسماء العلماء الأبرار والزهّاد وأولي الفضل والتقى، ولعلّ لهذه المزايا لهذه البلدة اقتضت عند مشيئة الله تعالى أن تحتضن هذا المهرجان تشريفاً لربوعه وأهاليه، والرجاء أن يصير هذا السعي أنموذجاً واقعيّاً لسائر المناطق في هذه الديار، وها أنا أقدّم أخلص التهاني للقائمين على هذا المهرجان من العتبة العبّاسية المقدّسة".