بدأت عصر اليوم الثلاثاء 5 شعبان 1433 هـ الموافق 26 حزيران 2012 م في تمام الساعة 4:30 جلسة البحوث الثانية والتي تقام ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن.
وقد جرت الجلسة على قاعة خاتم الأنبياء في العتبة الحسينة المقدسة وقد مثل الأمانتين العامتين للعتبتين المقدسين الحسينة والعباسية في هذه الجلسة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي وكذلك عدد من ضيوف المهرجان .
وافتتحت الجلسة بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم ثم قدم البحث الأول سماحة العلامة السيد رياض الحكيم والذي تمحور على الظروف التي أحاطت بالإمام الحسين عليه السلام ومعرفة المخاطر التي واجهت الأمة الإسلامية خلال مرحلة مبايعة يزيد والإشكاليات التي عالجتها الثورات والحركات الإصلاحية في مواجهة الطغاة والمستبدين وتطرق إلى أهم معوقات الإصلاح ومنها
1- سطوة السلطات المستبدة
2- استغلال السلطة للدين
3- سعي السلطات خاصة الدينية لإضفاء الشرعية
4- حرمة دم المسلم وحرمة قتاله 5- لزوم الجماعة والتحذير من شق كلمة المسلمين
6- حرمة وقدسية منصب الخلافة
كما بين في بحثه الى أهم انعكاسات ثورة الإمام الحسين عليه السلام والتي من جملتها:
1-حركة عبدا لله بن الزبير ضد الحكم الأموي
2- انتفاضة أهل المدينة في واقعة الحره
3- حركة التوابين في الكوفة
4- حركة المختار
5-ثورة زيد بن علي عليهما السلام
6- حركة العباسين
والسيد رياض الحكيم من مواليد النجف الأشراف، أستاذ في الحوزة العلمية، درّس العلوم الحوزوية كالفقه وأصول الفقه والفلسفة وعلوم القرآن وعلم الرجال ، مشغول بتدريس البحث الخارج في الفقه وأصول الفقه، شارك في مؤتمرات وندوات في العديد من دول العالم، له مؤلفات في الفقه وأصول الفقه، وعلوم القرآن وغيرها.
فيما كان البحث الثاني المقدم في الجلسة الثانية للمهرجان لسماحة السيد محمد علي الحلو هو من أساتذة الحوزة العلمية كما له باع في البث والتأليف كما امتاز بمؤلفاته المتنوعة حول فكر أهل البيت (عليهم السلام) وعقيدتهم وكذلك في القضايا الإسلامية المعاصرة، وتنوعت بحوثة بين أكاديمية وحوزية ، وتقدم ببحث قيم في هذه الجلسة تحت عنوان ( القراءة المعكوسة الاستنباط التاريخي المعاصر) والذي لخص فيه شرعية قيام هذه الثورة من خلال طرح تجربة جديدة لقراءة الماضي بفرض احتمالات مستخلصة من المشاهد والمحطات التاريخية لتشكل علامة أستفهام تندرج ضمن سياق الواقعة التاريخية .
فيما تقدّم العلامة الشيخ محمد الحسون ببحث ثالث خلال جلسة البحوث المقامة وكان بعنوان ( الشعائر الحسينية وواقع الحال) وبين فيه على أهمية الشعائر الحسينية لكونها ذات أثر إيجابي في استمرار أهداف نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
وأشار لكثرة التساؤلات والشبهات المثارة عليها ودور العلماء والفقهاء بهذا الخصوص، وبين في بحثه على أن الشرارة الأولى لتلك التساؤلات والشبهات كانت بين عامي 1346هـ و1348هـ، وكانت عن طريق صحيفة تصدر بذلك الزمان أسمها الأوقات العراقية او الأوقات البصرية، وقد تبنت أثارة ضجه إعلامية تجاه الشعائر الحسينية وأسترسل ببحثة مبينا المؤسسين الأول لها والعاملين بها والذين هم من البريطانيين في حقبة احتلالهم للعراق وهي البذرة الأولى لإثارة الإشكاليات والشبهات تجاه هذه الشعائر .
و العلامة الشيخ محمد الحسون هومن مواليد النجف الأشرف. أكمل الدراستين الابتدائية والثانوية فيها، ودخل كلية الهندسة جامعة بغداد ثم هاجر الى ايران ودرس في الحوزة العلمية في قم المقدسة.
حضر البحث الخارج في الفقه على يد آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي وفي الأصول على يد آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني.له مجموعة من الآثار في مجالي التأليف والتحقيق لعل من أهمها كتاب حياة المحقق الكركي وآثاره في 12 مجلداً.
سافر الى الكثير من دول العالم للتبليغ وحضور المؤتمرات، وهو الآن عضو اللجنة العلمية في قناة الكوثر الفضائية وعضو اللجنة العلمية في منظمة الحج الإيرانية، رئيس مركز الأبحاث العقائدية في مدينة قم المقدسة.
هذا وأفتتح الباحثون المشاركون في الجلسة المجال للحاضرين بطرح الأسئلة ومناقشتهم حول قضايا عديدة في إطار عناوين البحوث المقدمة فضلاً عن العديد من القضايا الإسلامية المعاصرة ليجيبوا عليها ويثروا الحاضرين بالإجابات الشافية والوافية والتي خلقت نوعاً من التواصل والانسجام بين الجميع مع الفائدة الحقيقية التي حققتها هذه الجلسة في نشر فكر وثقافة أهل البيت عليهم السلام وتعريف الآخرين بهذه العقيدة الإلهية الراسخة، وهي الفائدة والأهداف التي نشدها القائمون على مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن المنعقد من الفترة (24 – 28) حزيران 2012 في مدينة كربلاء المقدسة.
من جانبهم أشار الحاضرين أن هذه البحوث وهذه الدراسات ما يحتاجها وقتنا الحاضر لأننا ننتقل من مرحلة النعي إلى مرحلة الوعي لأن العالم الإسلامي يحتاج إلى هذا الوعي في مثل هذه المرحلة، لا بد أن نميز بين التداعيات التاريخية التي كتبت لأن التاريخ يكتبه الأقوياء فنحن بحاجة إلى دراسة التاريخ من جديد حتى نبين المعالم الإسلامية ونبرز الشخصيات الإسلامية .