الى

ممثّلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا يُبيّن دورها الرياديّ الذي اتّخذته للإصلاح...

أشار ممثّلُ المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه) خلال الخطبة الأولى من صلاة الجمعة المباركة التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف يوم (17شعبان 1439هـ) الموافق لـ(4آيار 2018م) الى دورها الإصلاحيّ الذي أخذته على عاتقها منذ عام (2003م) والى يومنا هذا، حيث بيّن قائلاً ما نصّه:

عملت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا على مراقبة حركة المجتمع في جميع مجالاته، وكانت تلاحق تحوّلاته وتطوّراته، وتضع دائماً ومع كلّ ما تشعر أنّه سيهدّد المجتمع تضع برنامجاً سواءً كان من خلال الفتاوى أو البيانات أو خطب الجمعة، لإرشاده الى ما فيه صلاحه واستقامته.
وحينما حصلت التحوّلات السياسيّة في عام (2003م) وكان العراق في وقتها يمرّ بمنعطفٍ تاريخيّ خطير، فقد أخذت بنظر الاعتبار وضع المنهاج الشامل الذي يرسم ملامح النظام السياسيّ للعراق، مراعيةً تركيبته الدينيّة والمذهبيةّ والاجتماعيّة والمعطيات التأريخية الماضية والقريبة لهذا العصر، وتأثيرات الأوضاع الخارجية وغيرها، وفي نفس الوقت لم تترك مراقبة ومتابعة وملاحقة مسار العمليّة السياسيّة وما شابها من أخطاء وتعثّرات، أثّرت بشكلٍ كبير على الأوضاع في العراق فكانت تنصح وترشد بلغة مناسبة وتبيّن مكامن الخطأ ومواضعه وكيفيّة تصحيحه، كما لاحظت بدقّةٍ التركيبةَ المذهبيّةَ للمجتمع العراقي.
وحرصت في جميع مواقفها على الحفاظ على التعايش السلمي بين مكوّنات الشعب العراقيّ، وصبرت على كلّ ما جرى من أعمالٍ إرهابيّة استهدفت المدنيّين بالسيارات المفخّخة ونحوها، كلّفت العراق دماءً عزيزة.
لكن كانت ثمرة الصبر والتحمّل أغلى وأهمّ وهي الحفاظ على وحدة العراق، ولا ننسى ذلك المنعطف التاريخيّ الخطير ليس على العراق وحسب بل على المنطقة بأسرها، حينما تهاوت كافّة الدفاعات أمام عصابات داعش وسيطرت على ثلث العراق، وكان الناس في ذهولٍ وحيرة حتّى بلغت القلوبُ الحناجر وجاءت فتوى الدفاع المقدّس مدويّةً، فهبّ مئاتُ الآلاف من العراقيّين للدفاع عن بلدهم الى أن تحقّق النصرُ المؤزّر على الدواعش ولم تبقَ إلّا فلولهم هنا وهناك.
والغرض أنّ المرجعيّة الدينيّة العُليا لم تترك المنعطفات الخطيرة والحسّاسة التي مرّ بها العراق وشعبه إلّا ووضعت له منهجاً صالحاً وتوجيهاتٍ مناسبة، ولكن عمليّة الإصلاح ترتبط بعوامل كثيرة وقد تتعثّر لأسبابٍ هي خارج إرادة المصلحين، وربّما تحتاج الى فترةٍ زمنيّة طويلة، وهذه هي السنن التاريخيّة لدى الشعوب في عمليّة الإصلاح، ولابُدّ من شعور الجميع بالمسؤوليّة في إجراء التغيير وتحمّلهم لوضع المسار على السكّة الصحيحة والصبر والجلادة في مسيرة الإصلاح.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: