شهدت قاعة خاتم الأنبياء في العتبة الحسينة المقدسة, وقائع الجلسة الختامية للبحوث والدراسات المشاركة ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن ومثل الأمانتين العامتين للعتبتين المقدسين الحسينة والعباسية في هذه الجلسة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وحضوراً موسعاً لشخصيات دينية وثقافية وأكاديمية والوفود المشاركة في المهرجان و من مختلف دول العالم.
وابتدأت الجلسة بقراءة آيات بينات من القرآن الحكيم تبعتها قراءة موسعة لبحث قيم تقّدم به حجة الإسلام والمسلمين الشيخ ضياء زين الدين الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة وكان تحت عنوان (أصحاب الحسين عليه السلام) والذي بين فيه مكانة أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وأن كلماتهم ومواقفهم أصبحت حجة بإقرار من المعصوم أي أن الإمام الحسين عليه السلام كونه الامتداد الثاني للإمام علي عليه السلام والذي هو امتداد لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبين أن كربلاء وواقعتها لم تتكون من الحسين عليه السلام وحده وإنما بأصحابه رضوان الله عليهم أيضاً وأنها أي كربلاء هي أمتداد لرسالة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وكيف أصبحت بعدً من أبعاد ابيه علي عليه السلام كذلك بين أن المواقع التي شاءتها العناية الربانية في حضور ووجود الإمام الحسين عليه السلام لأنه من أولويات هذا الموقع هي العناية الإلهية والتي ترتكز على ثلاثة أبعاد حسب رئي الباحث وهي :مواقف وكلمات المعصوم عليه السلام ومواقف وكلمات الأفراد وهم نخبة من البشر وهم أصحاب الحسين عليه السلام والثالث هو أن تجمع بينهم أي ان ما يقوله المعصوم هو حجة وان ما قاله وعملة أصحاب الحسين عليه السلام بحضوره هو حجه أيضا ووصفهم بأنهم ميزان لخط التشيع وكانوا الفيصل بين غشاوة كانت موجودة قبل عاشوراء وما جرى من تجلي للصورة ووضوحها بعد عاشوراء باعتبارهم المورد الأسمى في بلورة هذا الخط وقد أثبتوا بموقفهم وكلماتهم عن واقعية هذه الرسالة وبلوغ الدرجات العالية وهذا ما يفسر العناية الربانية لتلك الصفوة في أن يحفظ التاريخ كلمات ومواقف هولاء الصفوة من أهل بيت الحسين عليه السلام كما حفظ أقوال وكلمات المعصومين عليهم السلام .والشيخ ضياء زين الدين والده المرجع الديني آية الله الشيخ محمد أمين زين الدين (قدس سره) من أساتذته أية الله العظمى السيد الخوئي وأية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(قدس الله سرهما) له العديد من المؤلفات الدينية وعده مقالات في مجالات علمية متنوعة
فيما تقدّم سماحة السيد محمد طاهر الجزائري الموسوي ببحث ثاني خلال جلسة البحوث المقامة وكان بعنوان (قراءة في المحاور المطروحة من اللجنة المشرفة على مهرجان ربيع الشهادة )، حيث بين فيه مرحل حياة الأمام الحسين عليه السلام والتي شملت:
1- من مولده سلام الله عليه إلى وفاة النبي صلى الله عليه وآله
2- حياته مع أبيه أمير المؤمنين سلام الله عليهم
3- ما عاشه مع الأمام الحسن سلام الله عليهم
4- المرحلة التي عاشها الأمام عليه السلام وحيداً
كما تطرق إلى مظلوميته في تلك المرحلة، إضافة إلى تبيان بعض الخصائص التي كانت في شخصية الأمام الحسين عليه السلام، وأشار خلال البحث إلى تأكيد المعصومين عليهم السلام على مطلب الإمامة والمظلومية .
وأستنتج من هذه المراحل الثوابت التي ركز عليها الرسول صلى الله علية واله وسلم والحسين عليه السلام ثم محاكة هذه الثوابت بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وهذه الثوابت ترتكز على كون الإمام الحسين عليه السلام أماماً وشهيداً .
والسيد محمد طاهر الجزائري الموسوي من مواليد بغداد وهو طالب بحث خارج كتب تقريرات لبعض أساتذته له بحوث في علمي الأصول والفقه ولدية حلقات درس في النجف الأشراف.
واختتمت جلسة البحوث بقراءة بحث قيم لسماحة الشيخ غزوان الخزاعي كان بعنوان ( الثبات والمضي على المبدأ في عاشوراء – قراءة في المنظومة الأخلاقية ) حيث تطرق في بحثة إلى محورين، اختيار المنظومة الأخلاقية و محاولات تطبيقها. كما بين أن في خلال بحثه الفعل الغير الإرادي للإنسان والذي يكون تكويني ويشترك فيه مع الكثير من المخلوقات والفعل الآخر هو الفعل الإرادي وهو يكون من اختيار الإنسان كالصبر والكرم وغيرها، وأخذ مثال على هذا أصحاب الحسين عليهم السلام في واقعة ألطف والذي قاموا بفعل اختياري أخلاقي إيجابي أما المعسكر الآخر فهو فعل إرادي سلبي كما طرح تساؤلات عن ماهية الأشياء التي تؤثر على الإنسان في اختياره.
والشيخ هو من مواليد الناصرية التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشراف في مقتبل عمره في عام 1994 وأنتهل من نمير معينها منتهياً به المشوار في أروقة البحث الخارج وهو يزاول التدريس في حلقات السطوح العليا وله ممارسات بحثية في المجالات المختلفة العلمية والفكرية وغيرها .
وقد أشار الحاضرين والمشاركين في هذه الجلسات البحثية بأنها فعالية طيبة وأشعر أنها تتم في أجواء طاهرة وأثارت بحوث قيمة ومواضيع هامة كلها تنطلق من أهداف الثورة الحسينية والتضحيات التي قدمها سيد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام وما يمكن أن نستلهم من هذه الحادثة الجليلة في تاريخ الإسلام والمسلمين وما يمكن أن نفرزه من معطيات دينية وأخلاقية وتربوية وثقافية يستفيد منها المجتمع الإسلامي وأن مهرجان ربيع الشهادة هو إحدى نتاجات العتبتين المقدستين والتي تمثل الامتداد الفكري والثقافي الطبيعي للحسين عليه السلام وهي بادرة خير شملت الكثير من المحاور الأدبية والفنية والكثير من المحاور الثقافية منها المعارض وكذلك دور الأكاديميين في النهضة الحسينية بشكل عام.