الى

رمضان في ذاكرة كربلاء: استهلال أوّل الشهر الفضيل أحد مدلولات اللحمة العقائديّة بين أهالي كربلاء والمرجعيّة الدينية العُليا..

إنّ لرؤية هلال أوّل شهر رمضان تجلّيات روحيّة مرتبطة بالقرآن الكريم، فتجد أهالي كربلاء في أواخر شهر شعبان متّجهة أنظارهم صوب غروب الشمس وهم بانتظار رسول الشوق والعبادة هلال شهر رمضان الكريم، فتجد الرجال من كلّ زقاق واقفين على أعتاب الشارع مترقّبين بشغف رؤية الهلال وآخرين استعانوا بسطوح منازلهم لكي لا تحجب تلك السدرة الباسقة ذات الأغصان المتّكئة على السطوح رؤيته عنهم، وما إن عجزوا عن رؤية هلالهم حتى اتّجهت أنظارهم صوب الطريق الرابط بين كربلاء والنجف لحين عودة الموفد، فالجميع بانتظار آية.

يحدّثنا الأديب الأستاذ علي الخبّاز عن مشاهداته وذكريات رمضانات العقود التي عاصرها قائلاً: "إنّ لفترات الاستهلال التي كانت تسبق شهر رمضان خاصيّة عند أهالي كربلاء، إذ كان هناك حراك يخصّ الرجال وهو مراقبة الهلال للصيام بشكلٍ شرعيّ، كانوا يعتبرونه همّاً كبيراً حيث يبعثون بموفد (طارش) الى مدينة النجف لأنّهم لا يعتمدون على المصادر الأخرى كالإذاعة آنذاك، فكان ذلك يشكّل عبئاً بحيث أذكر أنّ المقاهي كانت تمتلئ بأهالي كربلاء بانتظار (الطارش) القادم من مدينة النجف، هذه الحالة كانت موجودة وهناك بعض الشخصيّات الموجودة من أهالي كربلاء تعتبر المصدر الموثوق القادم من النجف بعد أن يتمّ إيفاده من وجهاء المدينة، فهناك لحمة كبيرة جدّاً بين كربلاء ومرجعيّاتها على امتداد التاريخ، إذ لم تتخلَّ كربلاء يوماً عن مرجعيّتها".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: