حناجرُ تأنّقت وتألّقت بعذوبة الصّوت وصدق العقيدة: كلماتُ الله تُرتَّل من المرقدَيْن الطاهرَيْن للإمام الحسين وأخيه العبّاس (عليهما السلام)...

يتوجّه المؤمنون ظهر كلّ يومٍ قاصدين حرم سيّد الشهداء أو حرم أخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، وذلك من أجل إحياء أهمّ الأعمال العباديّة في هذا الشهر الفضيل ألا وهي الحضور والمشاركة في الختمة القرآنيّة المرتّلة التي تُقام في الصحنين الشريفَيْن كلٌّ على حدة، والتي تُعدّ من أهمّ فقرات البرنامج الرمضانيّ للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية في ظلّ أجواء إيمانيّة وروحانيّة عظيمة تبلغ بالمرء أعلى درجات الخشوع، حيث يأتي تجمّع المؤمنين هذا للمشاركة في الختمة القرآنيّة المرتّلة.

جلوس التالين لكتاب الله العزيز في الرحاب الطاهرة لصحني الإمام الحسين وأبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) وهم محاطون بالزهور وعباراتٍ كُتبت إمّا منقوشةً على الخشب أو مكتوبةً على العشب بالورود الملوّنة، مرتّلين ومتدبّرين آياتٍ بيّنات بقلوبٍ حاضرة خاشعة، يُشاركهم في ذلك نخبةٌ من القرّاء الدوليّين الذين يتلون آيات الرحمن ناثرين نفحاتها العطرة في جنبات الحرمين.

العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية ومن خلال مؤسّساتهما القرآنيّة قد هيّأت كافة الإمكانيّات والظروف من أجل إقامة هذه الختمات، وفي هذا السياق بيّن مسؤولُ دار القرآن الكريم في العتبة الحسينيّة المقدّسة الشيخ حسن المنصوري: "الختمة المُقامة في الصحن الحسينيّ الشريف هي واحدةٌ من بين إحدى أكبر الختمات القرآنيّة من حيث التنظيم والحضور الغفير والمشاركة في هذا المحفل القرآني الذي يبدأ من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة عصراً، ويقرأ فيها نخبةٌ من قرّاء مدينة كربلاء المقدّسة والمحافظات العراقيّة الأخرى جزءً من القرآن الكريم يوميّاً".

أمّا الشيخ جواد النصراوي مديرُ معهد القرآن الكريم في العتبة العبّاسيّة المقدّسة فقد أضاف من جانبه بالقول: "الختمةُ القرآنيّة المرتّلة تُعتبر إحدى نشاطات وفعّاليات المعهد المهمّة خلال شهر رمضان المبارك، الشهر الذي ليس كبقيّة الشهور فأيّامه أفضل الأيّام ولياليه أفضل الليالي، والختمةُ القرآنيّة تنطلق يوميّاً الساعة الخامسة عصراً بمعدّل قراءة جزءٍ واحد كلّ يوم، حيث تمّت تهيئة مكانٍ مخصّص من الصحن الشريف زُوّد بالمصاحف ليتمكّن المشاركون من المتابعة مع القرّاء في إتمام قراءتهم".