الى

إطلالةٌ على حادثةٍ رمضانيّة: ما هي ليلةُ الجُهَنيّ؟ ولماذا سُمِّيت بالجُهَنيّ؟

ليلةُ الجُهَنيّ ليلةٌ مباركة جاء ذكرها في عددٍ من الروايات والأحاديث، وهي ليلةُ الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك التي يُتوقّعُ أن تكون ليلة القدر.
أمّا سببُ تسميتها بالجُهني كما صرَّح بذلك الشيخُ الصدوق (قدَّس الله نفسه الزَّكية) فيعود إلى نسبتها إلى رجلٍ من أصحاب النبيّ المصطفى(صلّى الله عليه وآله) يُسمّى بعبد الله بن أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِي الْجُهَنِي (نسبةً إلى جُهَيْنَة، وهي قبيلةٌ معروفة) إثرَ حديثٍ جرى بينه وبين الرسول(صلّى الله عليه وآله).
أمّا قصّته فهي كما ترويها الأحاديث والروايات كالتالي: رَوى مُحَمَّدُ بْن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الباقر(عليه السَّلام) يَقُولُ: (إِنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ(صلّى الله عليه وآله)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِبِلًا وَغَنَماً وَغِلْمَةً وَعَمَلَةً، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله) فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ -أي أسَرَّ له حديثاً في أذنه، بحيث لم يطّلع على ذلك أحد-، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَت لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وعِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وغَنَمِهِ وأَهْلِهِ إِلَى مَكَانِهِ).
وفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا (الباقر أو الصادق) (عليهما السلام) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اللَّيَالِي الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الْغُسْلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. فَقَالَ: (لَيْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَلَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ). وَقَالَ: (لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِّ. وَحَدِيثُهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله): إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ عَنِ الْمَدِينَةِ فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا؟ فَأَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ).
ويبدو أنّ المسلمين لمَّا تعودوا رؤية الجُهَنيّ في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان فقط خلال السنة لانشغال هذا الرجل بإبله وغنمه وعدم تمكّنه من الحضور في غيرها من الأيّام والليالي، لذلك أسموا هذه الليلة باسمه. هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى فإنّه يُستفاد من مجموع الروايات والأحاديث الواردة بهذا الشأن أنّ المسلمين آنذاك فهِموا بصورةٍ غير مباشرة من إسْرارِ النبيّ(صلّى الله عليه وآله) للجُهَني، وما لَحِقَ ذلك اللقاء من مواظبة الجُهني على إحياء هذه الليلة والحضور الى مسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله) في المدينة المنوّرة للعبادة والذكر أنّ ليلة الثالث والعشرين هي ليلة القدر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: