الى

شهر رمضان في ذاكرة كربلاء: وداع الشهر الفضيل واستقبال العيد واستعدادات الأسر الكربلائيّة له..

عاداتٌ وطقوس تمثّل موروث القرن الماضي، مثل صناعة حلويّات العيد في المنازل، وركوب (الربلات) سعياً وراء المتعة، هكذا كانت أيّام العيد في كربلاء.

وكسائر العراقيّين كانت الأسر الكربلائيّة تفرد للعيد مكانة خاصّة تميّزه عن أيّام السنة الأخرى. فالاستعداد للعيد يسبقه بأيّام ويبدأ بشراء الملابس الجديدة والتهيّؤ لتبادل الزيارات مع الأقرباء والأصدقاء، وهناك عادات أخرى كانت تسبق العيد بساعات مثل وضع الحنّاء ليلة العيد، كذلك ما كان يعرف ببيضة العيد، العادة التي نُسيت تماماً منذ سنوات ولم يعد لها وجود حاليّاً، وهي تتمثّل بحرص الأسر على تقديم البيض المسلوق صباح يوم العيد لأفرادها بعد معالجته ببعض الألوان، قبل أن يتمّ توزيع حلويات العيد "الكليجة" عليهم، ومع طلوع الفجر يذهب الصائمون الى الصحن الشريف للإمام الحسين(عليه السلام) لأداء صلاة العيد وتبادل التهاني والدعوات.

يحدّثنا الأستاذ علي الخبّاز مسؤول شعبة الإعلام في العتبة العبّاسية المقدّسة عن أجواء العيد وتوديع الشهر الفضيل في القرن الماضي قائلاً: "ختام شهر رمضان قد تكون كبدايته، إذ أنّ هناك إشغالاً واسعاً جدّاً في قضيّة الاتّصال بالنجف ومعرفة رؤية الهلال، ولم يكن هناك تشظّي في مسألة المرجعيّات بل كانت هناك مرجعيّة واحدة فقط والكلّ يتبع وينصاع لفتواها، أمّا رجال الدين وأهل العلم في المدينة فكانت مهمّتهم الاتّصال بالنجف وإبلاغ الناس في ما يخصّ أمور الدين وما يخصّ مسألة رؤية الهلال، لكن قد تكون هناك مدارس متعدّدة كمدرسة الشيرازي ومدرسة المدرّسي وغيرها ولكن جميعها مرتبطة بالنجف الأشرف.

بعد مجيء خبر رؤية الهلال وبدء أجواء العيد التي كانت عفويّة مقتصرة على الربلات المتّجهة صوب السعديّة والمراجيح قرب مرقد الحرّ الرياحي، كانت سابقاً لدينا مدينة ألعاب تقع الى جانب إعدادية كربلاء حاليّاً، وفي الثمانينيّات أصبحت لدينا مدينة ألعاب، ولكن يبقى عيد كربلاء هو الزيارة لمرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) وزيارة الناس لبعضها البعض وصلة الأرحام التي هي الأخرى مع الأسف بدأت تقلّ في المجتمع حاليّاً".
تعليقات القراء
1 | حمزه عباس | 15/06/2018 16:14 | العراق
احسنتم
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: