الى

مُشارِكو مؤتمرِ السيرة النبويّة الشريفة: العتبةُ العبّاسيةُ مصنعٌ من مصانع العلم والثقافة ومصنعٌ من مصانع رجالٍ صدقوا من العلم ما عاهدوا الله عليه...

أ. د حافظ محمد جمال الدين المغربي
خلال حفل افتتاح مؤتمرِ السيرة النبويّة الشريفة العلميّ الدوليّ الأوّل الذي تُقيمه دارُ الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في العتبة العبّاسية المقدّسة، كانت هناك كلمةٌ للباحثين المشاركين فيه ناب في إلقائها عنهم أ. د حافظ محمد جمال الدين المغربي رئيسُ قسم البلاغة والنقد الأدبيّ في كليّة العلوم/ جامعة المنيا في جمهوريّة مصر العربيّة، والتي أكّد فيها: "العتبةُ العبّاسية فإنّي أُشهد الله أيضاً أنّها مصنعٌ من مصانع العلم والثقافة، بل إنّني أُشهد الله أنّها مصنعٌ من مصانع رجالٍ صدقوا من العلم ما عاهدوا الله عليه".
وأضاف: "شرّفتني دارُ الرّسول الأعظم في العتبة العبّاسية المقدّسة أن أقدّم كلمةً نيابةً عن الوفود المشاركة من الباحثين الذين يُظلّلهم هذا العنوان النبيل: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً)، وحيث أنّ العلم رحبٌ بين أهله وحيث أنّي وُضعتُ في موضعٍ كريم ومكانٍ كريم، فاسمحوا لي أن لا تقتصر كلمتي على الجانب البروتوكوليّ، إنّما سأقدّم شهادةً لله وشهادةً للتاريخ عمّا رأيتُه في هذا البلد الكريم وفي هذه البقعة المقدّسة، بما يُمليه عليّ ضميري العلميّ وما يُمكن أن أستنطق به قلوب المشاركين الذين أُنبتُ أن أتحدّث باسمهم، حين يُذكر العراق إنّما نجترّ أقدم حضارات العالم على مستوى تعليم هذا العالم خلقاً، البحث منذ البكارة الأولى على مستوى علماء العراق وهنا أخصّ مدرسَتَيْ النجف الأشرف وكربلاء".
مبيّناً: "في هذا السياق الذي نحن بصدده أنا سعيدٌ جدّاً -وربّما يشاركني الباحثون سعادتهم- أنّ العراق العظيم بدأ يستعيد ذاكرته ويتبوّأ مكانه وسط أمّتنا العربيّة، أنا شهيدٌ على ما يُقدَّم في العتبة العبّاسية المقدّسة وفي غيرها في هذا البلد الطيّب بأهله، وما أسعدني أكثر -وهذه شهادةٌ لكلّ بلداننا العربيّة- أنّ العراق بلدُ أمنٍ وأمان، لماذا أقول هذا الكلام الذي أُشهد الله عليه؟ لأنّ وسائل الإعلام الرخيصة صوّرت أنّ العراق يُعاني من مشاكل أمنيّة، لكنّي أُشهد الله أنّي جئتُ آمناً ومؤمّناً".
وأكّد المغربيّ: "أمّا عن العتبة العبّاسية فإنّي أُشهد الله أيضاً أنّها مصنعٌ من مصانع العلم والثقافة، بل إنّني أُشهد الله أنّها مصنعٌ من مصانع رجالٍ صدقوا من العلم ما عاهدوا الله عليه".
واختتم: "إنّ ثمّة مؤسّسات داخل العتبة العبّاسية المقدّسة مثل مركز ترميم التراث الذي رأيتُ بأمّ عيني كيف أنّهم يحقّقون مخطوطاتٍ كانت ستكون في ضمير النسيان خدمةً للإنسانيّة، لا يرجون منهم جزاءً ولا شكوراً، وحين أتكلّم عن الإنسانيّة فإنّي أتكلّم عن الحميميّة بمفهومها الواسع، بعيداً عن الطائفيّة المقيتة وبعيداً عن الأيدولوجيّات المختلفة، وهذا ما يجب أن يبحث عنه الإنسانُ في أيّ زمانٍ وأيّ مكان، إنّ ما يجمعنا خيرٌ من ما يفرّقنا، فلنُخلصْ نيّاتنا الى الله عزّ وجلّ ونحن الآن تُحيطنا أرواحُ سبطَيْ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: