الى

عندَ مرقدَيْ ولدَيْ عمّه: مواكبُ العزاء الحسينيّ تستذكرُ شهادة السفير مسلم بن عقيل (عليه السلام)...

تقترن ليلة الخامس من شهر محرّم الحرام بذكرى إحياء بطولات سفير النهضة الحسينيّة الخالدة وأوّل شهيدٍ فيها مسلم بن عقيل(عليه السلام)، لما كان له من موقفٍ عظيم وتاريخيّ في الوقوف مع ابن عمّه أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، وكجزءٍ من الوفاء له فهو (سلام الله عليه) يستحقّ الكثير، فقد ضحّى بنفسه من أجل دين الله ونصرةً لوليّ الله.
فعلى الرغم من شهادته في التاسع من ذي الحجّة، لكن ما جرى عرفاً وضمن التقاليد العزائيّة العاشورائيّة تخصيص يومٍ لإحياء واستذكار هذه الشخصيّة العظيمة، حيث صدحت حناجرُ المعزّين في مواكب العزاء ليلة الخامس ويومه من محرّم الحرام مستذكرةً عند مرقدَيْ الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليهما) شهيد السفارة الخالد.
ولهذا السفير دورٌ مهمٌّ في نهضة سيّد الشهداء(عليه السلام)، فقد استُشهِدَ مسلم بن عقيل(عليه السلام) في الكوفة (9ذي الحجّة) من سنة (60هـ) بعد يومٍ واحد من خروج الإمام الحسين(عليه السلام) من مكّة، وبعد مقاومةٍ شديدةٍ قَتَل فيها جَمْعاً من جند ابن زياد الملعون، تمّ القبض عليه غدراً من قبل جيش ابن زياد، فرُفِع الى أعلى قصر الكوفة، وقتله بكير بن حمران الأحمري، حيث قُطع رأسُه الشريف ورموا جثّته الطاهرة من أعلى القصر إلى الأرض، ثمّ قاموا بسحب جسده وجسد هانئ بن عروة -بعد قتلهما- في شوارع الكوفة بكلّ قسوة، ودُفن بعد ذلك في مشهده المجاور لمسجد الكوفة المعظّم.
يُذكر أنّ لشهر محرّم الحرام العديد من الطقوس والشعائر التي تُجسّد الواقعة الأليمة والمأساة التي ألمّت بالإمام الحسين وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام)، ومن تلك الطقوس تخصيص الأيام الأولى ولياليها لشهر محرّم الحرام، وتسميتها بأسماء أهل البيت(عليهم السلام) ورموز واقعة الطفّ الخالدة من أصحاب الإمام(رضوان الله عليهم) الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله ونصرة الإمام الحسين(عليه السلام) فيُخصَّص كلّ يوم لشخصيّة، أو حادثة معيّنة لبيان موقفها وخصوصيّتها في واقعة الطفّ، بالرغم من أنّ الإمام وأهل بيته وأصحابه قُتِلوا جميعاً نهار العاشر من محرّم.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: