الى

من أصحاب الرّسول الأعظم الذين استُشهِدوا بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام): الصحابيّ حبيب بن مظاهر...

في ثورة سيّد الشهداء(عليه السلام) كان لبعض صحابة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) حضورٌ مميّز، وهؤلاء الصحابة قسمٌ منهم كان من أنصار النبيّ ومرافقيه والذين رووا عنه الأحاديث، والقسم الآخر منهم أدرك عصره أو أنّه قام بزيارته (صلّى الله عليه وآله) فقط.
ومن الصحابة الذين اتّفق على حضورهم واستشهادهم في كربلاء الصحابيّ حبيب بن مظاهر الأسدي(رضوان الله عليه) يقال له: سيّد القرّاء وكان ذا جمالٍ وكمالٍ وحافظاً للقرآن كلّه. وهو شخصيّةٌ بارزة في المجتمع الكوفيّ ومن القادة الشجعان وصحابيّ مشهور وفقيهٌ معروف، تشرّف بخدمة الرسول(صلّى الله عليه وآله) وسمع منه أحاديث، وكان معزّزاً مكرّماً بملازمة الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) وهو من أكابر التابعين.
قال أهلُ السير: إنّ حبيباً(رضي الله عنه) نزل الكوفة وصحب علياً(عليه لسلام) في جميع حروبه، وكان من خاصّته ومن أصفياء أصحابه وحملة علومه. ومن شرطة الخميس نال تكريم الرسول الأمين(صلّى الله عليه وآله) حين قبّله بين عينيه وهو صغير. كذلك نال شرف تكريم الإمام الحسين(عليه السلام) عندما كتب اليه رسالة وخاطبه بالقول: إنّك ذو غيرة وشيمة.
وكان حبيب من كبار وجهاء الكوفة وأحد الذين كتبوا للإمام الحسين(عليه السلام) يدعونه للمجيء اليهم، وعندما ورد مسلم بن عقيل سفير الحسين(عليه السلام) إلى الكوفة ونزل في منزل المختار التفّ حوله الشيعة وكان حبيب أحد الذين تكلّموا مُعلِناً وقوفه إلى جانب الحسين(عليه السلام) والدفاع عنه، وقد شارك حبيب مع مسلم بن عوسجة في أخذ البيعة من أهل الكوفة للإمام الحسين(عليه السلام)، ولكن بعدما ورد ابن زياد إلى مدينة الكوفة وتفرّق الناس عن سفير الإمام (عليه السلام) تخفّى هذان الرجلان ومن ثمّ التحقا بالإمام الحسين(عليه السلام)، وفي يوم عاشوراء استلم حبيب قيادة الميسرة من جيش الإمام، وكان على الميمنة زهير بن القين.
استشهاده: ذكر الطبري: قالوا عندما طلب الإمام الحسين(عليه السلام) من أصحابه أن يسألوا جيش الحزب الأمويّ ليكفّوا عنهم لأداء الصلاة قال الحصين بن تميم: إنّها لا تُقبل، فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت أنّ الصلاة من آل رسول الله(صلّى الله عليه وآله) لا تُقبل وتُقبل منك يا حمار!. قال: فحمل عليهم حصين بن تميم وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فشبّ ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه.
وقاتل قتالاً شديداً فحمل عليه رجلٌ من بني تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله، وكان يقال له: بديل من بني عقفان، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميميّ فاحتزّ رأسه، فقال له الحصين: إنّي لشريكك في قتله، فقال الآخر: والله ما قتله غيري فقال الحصين: أعطنيه أعلّقه في عنق فرسي كيما يرى الناس ويعلموا أنّي شركت في قتله، ثمّ خذه أنت بعد فامضِ به إلى عبيد الله بن زياد(لعنه الله) فلا حاجة لي فيما تُعطاه على قتلك إيّاه. قال: فأبى عليه، فأصلح قومه فيما بينهما على هذا، فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر فجال به في العسكر وقد علّقه في عنق فرسه ثمّ دفعه بعد ذلك إليه.
ولمّا استُشهِدَ حبيب حزن على مقتله الإمامُ الحسين(عليه السلام) وتأسّف كثيراً، لِما له من المكانة والمنزلة عنده، فقال (سلام الله عليه): (عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي)، وكان له من العمر عند استشهاده خمسة وسبعون عاماً.
تعليقات القراء
2 | المتيم بحب الآل الاعن لأعدائهم | 18/09/2018 22:27 | المملكة العربية السعودية
إنَّا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
1 | زينب محمد عبد | 18/09/2018 17:45 | العراق
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام. السلام على حبيب ابن مظاهر الصحابي الجليل رضوان الله عليه
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: