الى

أصحابُ الإمام الحسين (عليه السلام) في عيون معزّيه ومواكبُهم تستحضر مواقفهم الشجاعة في واقعة الطفّ الخالدة...

امتاز أصحابُ الإمام الحسين(عليه السلام) بصفاتٍ وخصائص فريدة جعلتهم من أفضل الشهداء، وكانت لهذه الثلّة علاقتهم الخاصّة بإمام عصرهم أبي عبد الله الحسين(سلام الله عليه)، وصدرت عنهم مجموعةٌ من المواقف التي تدلّ على عمق وتأصّل وتجذّر هذه العلاقة التي تخطّت مستوى التكليف الشرعيّ، لتصل إلى حالة العشق والمحبّة التي نبعت من معرفتهم بإمام زمانهم (عليه السلام)، وجاء وَصْفُهم على لسان إمامهم الحسين(عليه السلام) إذ يقول: (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهلَ بيتٍ أبرّ ولا أوصلَ من أهل بيتي).

ومن هذا المنطلق فقد أفردت مواكبُ العزاء الكربلائيّة كعُرْفٍ حسينيّ منذ مئات السنين يوماً وليلةً خاصّة بأنصار الإمام الحسين(عليه السلام) وشيخهم المقدام حبيب بن مظاهر الأسدي(صلوات الله عليهم أجمعين) وهي ليلةُ اليوم السادس من شهر محرّم الحرام ونهاره، فتصدح الحناجرُ وتُنظَمُ القصائدُ وتُلطَمُ الصدور وتُقرع طبولُ المواكب مستذكرةً وقفة الثلّة المؤمنة التي وقفت مع الحقّ ضدّ الباطل.

وكالعادة تكون بداية انطلاق المواكب المعزّية من أطراف كربلاء وأصنافها عند مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، من ثمّ تنطلق صوب صاحب الرزيّة الكبرى الإمام الحسين(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين، ليُقام هناك مجلسٌ للعزاء تبعاً لجدولٍ زمانيّ أعدّه قسمُ المواكب والهيئات الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية وسط استنفارٍ أمنيّ وخدميّ من قِبل منتسبيها، لخلق أجواءٍ عزائيّة وانسيابيّة في التنقّل والحركة سواءً للزائرين أو للمواكب العزائيّة نفسها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: