الى

أكثر من (116) موكباً للعشائر والقبائل العراقيّة أحيت ذكرى دفن الأجساد الطاهرة...

لإحياء مراسيم عاشوراء الإمام الحسين(عليه السلام) طقوسٌ وعادات عزائيّة متعدّدة، جميعها تدور في فضاءات استذكار واقعة الطفّ الخالدة وما حملته في طيّاتها من أحداث، ومنها مراسيم يوم الثالث عشر من المحرّم ذكرى مواراة جسد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه(سلام الله عليهم) الثرى بعد بقائهم ثلاثة أيّام في العراء على رمضاء كربلاء.
واعتاد أهالي كربلاء -كعرفٍ شعائريّ متوارث- استكمالاً لمراسيمهم العزائيّة التي ابتدأوها منذ اليوم الأوّل من محرّم، على استذكار وإحياء هذه المناسبة بخروج قبائل وعشائر المحافظة ومن يفد من باقي المحافظات العراقيّة الأخرى، إضافةً الى مواكب وهيئات حسينيّة تتقدّمهم قبيلةُ بني أسد التي تشرّفت في سنة (61هـ) بمساعدة الإمام السجّاد(عليه السلام) في دفن أجساد شهداء واقعة الطفّ.
يصطفّ المعزّون على شكل مجاميع، وكلّ مجموعةٍ تمثّل قبيلةً من هذه القبائل المشاركة في هذا العزاء السنويّ، يتقدّمهم حملةُ الأعلام الحسينيّة ووجهاء تلك القبيلة وهم يلطمون الصدور ويحملون رموزاً لتشابيه أجساد شهداء الطفّ وبعض المعاول والأدوات القديمة التي كانت تُستخدم في عملية الحفر والدفن، وتقدّمَ هذه القبائل المعزّية القبيلةُ صاحبةُ العزاء (قبيلةُ بني أسد).
النساءُ المعزّيات كان لهنّ حضورٌ في هذه المواكب العزائيّة، حيث اشتركن بصورةٍ منفصلة وعددٌ منهنّ قد خرجن وهنّ ملطّخات وجوههنّ ورؤوسهنّ بالطين، تعبيراً عن الأسى ومواساةً للسيدة زينب(عليها السلام) بهذه المصيبة الأليمة، إضافةً لترديد شعارات الثبات على الولاء المحمديّ والاستمرار على النهج الحسينيّ الخالد الذي خطّه سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) بدمه الطاهر في كربلاء المقدّسة.
انطلاقُ المواكب العزائيّة كان بعد صلاة الظهرين من جوار مرقد السيّد جودة جنوب شرق مركز مدينة كربلاء (وهو أحد أعيانها ويُعتبر المؤسّس لهذه المراسيم)، متوجّهين عبر الشارع المحيط بمركز المدينة القديمة، ومن ثمّ الى شارع قبلة الإمام الحسين(عليه السلام) ليصل الى مرقده الطاهر ومنه عبر ساحة ما بين الحرمين الشريفين ليختم العزاءُ مسيرته عند مرقد حامل لواء الطفّ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
رئيسُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية الحاج رياض نعمة السلمان بيّن من جانبه لشبكة الكفيل: "من مسؤوليّتنا كقسم قمنا بتهيئة الظروف كافّة لاستقبال المعزّين بالتعاون مع باقي أقسام العتبة المقدّسة، حيث بلغ تعدادُ المواكب المعزّية أكثر من (116) موكباً عشائريّاً من داخل وخارج كربلاء، بعضُها أدّى مراسيمه منذ صباح هذا اليوم والقسم الأكبر اشترك بالمراسيم المعتادة التي تُقام سنويّاً، وقد جرت حركةُ المواكب بكلّ سهولةِ ويُسر تبعاً لمسارات تمّ تعيينها لتلافي حالات الازدحام، واستمرّت مواكبُ العزاء بالتدفّق قرابة الأربع ساعات، وقدَّمت خلالها مواكبُ كربلاء الخدميّة جميع إمكانيّاتها الخدميّة لهم".
وبهذه المراسيم وما حملته من أشجان ذكرى مؤلمة ينطوي يومٌ آخر بأحداثه الجسام التي جسّدتها ملحمةُ الطفّ الخالدة، وقد عفّرها الإمام الحسين(عليه السلام) بدمه الطاهر ومبادئه الخالدة التي ستظلّ نبراساً أبديّاً لكلّ أحرار العالم.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: