الى

أبطالُ الشهادة وخُدّامُ الكافل: من قِصص شهداءِ ملحمة النصر على داعش (الشهيد ماهر علي رحيم الجبوري)...

حين أعزّ الله الإسلام بأئمّةٍ أطهار افتدوا الدين بما يملكون، وبذلوا علمهم من أجل أن تكون هذه الأرض عابقة بالسلام والإيمان، حتى إذا ما استشهدوا حملهم رجالٌ صدقوا البيعة والولاء لهم وساروا على نهجهم غير مبالين للموت، ليكون فكرُ أهل بيت النبيّ(عليه وعليهم الصلاة والسلام) برّاقاً ما دامت الحياة.
من شهداء الآخرة المُكرَمِين بالرّحمة والمغفرة بوعد الله تعالى شهيدنا البطل (ماهر علي رحيم الجبوري)، وهو من الفئة الذين كان وعدُ الله عليه حقّاً أن يدخلهم الجنّة، لقوله جلّ شأنُه: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، لما بذله وجاد به من أجل دينه وأرضه ومقدّساته.
وُلِد (رحمه الله) في مدينة كربلاء المقدّسة - الحسينيّة بتاريخ 18/ 2/ 1974، من أسرةٍ رفرفت فوق منازلها رايةُ الحسين الشهيد(عليه السلام)، وعُرفت بالتزامها بمبادئ الإسلام وفكر أهل البيت(عليهم السلام) ومعرفة حدود الله جلّ جلاله، إذ نشأ في كربلاء وأكمل دراسته الابتدائيّة والمتوسّطة فيها، وشرب من معين مائها الذي سقى بداخله بذرة الإنسانيّة والرّحمة، فكان (رحمه الله) محبّاً للخير محبوباً من قِبَل الجميع، تميّز من بين أقرانه لما حمله من وعيٍ وإدراك وتعاون، وكان شغوفاً بعمله حين تطوّع لخدمة أبي الفضل(عليه السلام) في قسم الآليّات، فما كان من القائمين على إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة إلّا أن يُساووه بأقرانه، وذلك لحرصه الشديد في أداء واجبه، ليصدر عن الأمانة العامّة كتابُ تثبيته على الملاك بتاريخ (٢٤/ ٨/ ٢٠١٣م).
وبعد صدور الفتوى المباركة بالدّفاع الكفائي من المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف، شدّ عزمه وتأزّر بعقيدته الحسينيّة والتَحَق بصفوف المتطوّعين لتلبية النداء لينظمّ الى صفوف المقاتلين من فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة، فشهد معارك التحرير وشارك في أغلبها، وكان الشهيدُ ينقل الجنود بالتنسيق مع فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة من مناطق سكناهم ومن عدّة مدن عراقية الى مناطق القتال المتعدّدة وبالعكس، دون كللٍ أو ملل على الرغم من أنّ ذلك كان يتطلّب من الإنسان الجهد، فكلّ رحلةٍ كانت تستمرّ من عشرة الى خمسة عشر يوماً أو أكثر، وأحياناً كان عمله يتطلّب أن يكون تحت خطّ النار لضرورة تلبية احتياجات سير المعارك، ورغم ذلك أصرّ إلّا أن يكون مقاتلاً في أرض الميدان رغم ممانعة المسؤولين آنذاك.
شارك في العديد من المعارك لينال شرف الشهادة في عمليّات تحرير البشير بتاريخ (10/ 4/ 2016م) وقد تمّ فقدانُ جثمانه في أرض المعركة مع كوكبةٍ من الشهداء الأبرار، حتّى تمّ العثور على جثّته في منطقةٍ قرب الحويجة، فرحمك الله أيّها المقاتل الفذّ الشجاع وأسكنك الفسيح من جنّاته.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: