الى

العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية تستذكران استشهاد سيّد الساجدين وزين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام)...

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ**وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ**هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ**بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ**عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها**إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه**فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ

هو السجّاد زين العابدين وسيّدهم ذو الثفنات، إمام المؤمنين وخير من سجد لله سبحانه وتعالى، هو ذاكرة الطفّ ومواري الأجساد الطاهرة وسفينة النجاة وشجرة العلم التي نستظلّ بها، هو الإمام علي بن الحسين(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله).

واستذكاراً لشهادته المباركة عُلّقت في الصحن العبّاسيّ الشريف قطعةُ الحزن الخاصّة بذكرى استشهاده (عليه السلام) وخُطّت عليها عبارات الولاء حزناً على مصائب هذا الشهر، وليستكمل الموالون لآل بيت النبوّة(عليهم السلام) أحزانهم مجدّدين عزاءهم للإمام المنتظر المهديّ(عجّل الله فرجه) من مرقد أبي الفضل(عليه السلام)، فلا يخفى على أحدٍ ما لهذه المصيبة من وقعٍ أليم في نفوس المؤمنين لما حلّ بإمامهم الرابع الذي ذهب ضحيّة الحقد الأمويّ وحبّ الدنيا والتكالب عليها، فقضى شهيداً مسموماً صابراً محتسباً، وبهذا لا تأبى الحرارة أن تغادر قلوب الموالين طيلة أيام العام بالغةً جذوتها في محرّم الحرام.
وبعد صلاة الظهرين من يوم الخميس (24/محرم /1440هـ) والموافق (4 / تشرين الأول /2018 م) وبقلوبٍ خاشعة يملأها الحزنُ والأسى وبكلماتٍ ردّدتها أفواهُ المحبّين والموالين لمحمد وآل بيته الأبرار، انطلق موكبٌ عزائيّ موحّد لخَدَمَة العتبة العبّاسية المقدّسة لإحياء وتقديم التعازي الى الإمام الحجّة المنتظر(عجّل الله فرجه الشريف) والى الإمام الحسين بمناسبة استشهاد رابع الأئمّة الإمام زين العابدين وسيّد الساجدين علي بن الحسين(سلام الله عليهم أجمعين).
بدايةُ انطلاق الموكب كانت من صحن ساقي العطاشى وحامل اللواء أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مروراً بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين، وأثناء المسير صدحت حناجرُ الموالين بهتافاتٍ جسّدت مشاعر الحزن وهول الفاجعة الأليمة بهذا المصاب العظيم، وعند وصولهم الى مرقد سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين(عليه السلام) كان باستقبالهم إخوتُهم خدّام العتبة الحسينيّة المقدّسة، حيث أُلقيت القصائد والمراثي ومجالس العزاء والبكاء تمجيداً لهذا المصاب وإظهاراً لمظلوميّة سيّد الساجدين الإمام علي بن الحسين(عليه السلام).
الإمام السجاد هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، الإمام الرابع من أئمّة أهل البيت. ويُكنّى أبا الحسن وأشهر ألقابه زين العابدين والسجّاد، ولد(عليه السلام) في المدينة المنوّرة سنة (38هـ) وعاش مع جدّه أمير المؤمنين(عليه السلام) سنتين، ومع عمّه الحسن عشر سنين، ومع أبيه الحسين(عليه السلام) احدى عشرة سنة، وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة، واستُشهد في المدينة المنوّرة مسموماً سنة (95هـ) وله من العمر يومئذٍ سبع وخمسون سنة، كما تولّى الإمام السجاد(عليه السلام) الإمامة بعد استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة الطفّ وأهل بيته(عليهم السلام) وشهد مصرع أهل بيته في أرض كربلاء، فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
الجديرُ بالذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة وكعادتها في كلِّ مناسبة أعدّت برنامجاً عزائياً يتضمّن العديد من الفقرات والفعاليات من إلقاء محاضرات دينيّة وإقامة مجالس عزائية تخصّ عظمة هذه الذكرى، كما تتهيّأ مواكب مدينة كربلاء المقدّسة لإقامة المسيرات العزائية في يوم (25) محرم الحرام مواساةً لسيّد الشهداء معزّية إيّاه باستشهاد ابنه السجاد(عليهما السلام).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: