الى

توافدُ المواكبِ الحسينيّة في كربلاء المقدّسة الى المرقدَيْن الطاهرَيْن إحياءً لذكرى شهادة الإمام السجّاد (عليه السلام)...

ما إن يطلّ علينا صباحُ يوم الخامس والعشرين من شهر محرّم الحرام حتّى تشحذَ المواكب الحسينيّة في كربلاء المقدّسة هممها، مطلقةً عنانها صوب المرقدَيْن الطاهرين للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، وذلك لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام).
وكما جرت العادة انطلقت المواكبُ من مواقعها في مركز المدينة حاملةً الرايات صادحةً بالحناجر متوجّهةً الى ضريح المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) معزّيةً إيّاه والحجّة بن الحسن(عجّل الله فرجه الشريف) بهذا المصاب الجلل، لتتوجّه بعدها الى مرقد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) قاطعةً ساحة ما بين الحرمين الشريفين بكاءً ونحيباً مستحضرةً مشاهد أليمة من واقعة الطفّ، لتبعث في قلوب الموالين نشيجاً من الوجع الحسينيّ العتيق، وما أن تضع تلك المواكبُ رحالها عند الصحن الطاهر لسيّد الشهداء(عليه السلام) حتّى نصبت مجلسها العزائيّ ضاربةً صدورها على وقع المراثي التي تُواسي بها سبط الرسول(صلّى الله عليه وآله) بهذه الذكرى الأليمة.
بدورها أقامت الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة وضمن برنامجها العزائيّ الخاصّ بشهر محرّم الحرام وتزامناً مع ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين(عليه السلام) مجلسَ عزاءٍ خاصّاً بمنتسبي العتبة المقدّسة من خدّام ضريح المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) إحياءً لهذه المصيبة الأليمة التي أصابت الأمّة الإسلاميّة باستشهاد سيّد الساجدين عليل كربلاء ودافن الأجساد الطاهرة.
استُهِلَّ المجلسُ بتلاوة آياتٍ بيّناتٍ من كتاب الله العزيز ثمّ ارتقى المنبر السيّد عدنان الموسويّ ليُلقي محاضرةً تخصّ شخصيّة الإمام السجّاد(عليه السلام) ودوره الكبير في نقل مصيبة الطفّ، وبيّن أنّه لولاه لما كان للطفّ ذكر، كذلك تناول السيد الموسوي الجوانب الأخلاقيّة في حياته الشريفة (عليه السلام) التي تؤسّس لشيعته وأتباعه منهجاً أخلاقيّاً إنسانيّاً لن يضمحل الى يوم الدين، مختتماً المحاضرة بالأبيات الحزينة والمراثي التي تُحاكي المظلوميّة التي وقعت على الإمام علي بن الحسين السجّاد(عليهما السلام) وكيف مات مسموماً على أيدي أشدّ الخَلْق شرّاً.
يُذكر أنّ المواكب الحسينيّة في كربلاء المقدّسة لا تنفكّ عن إحياء الشعائر منذ اليوم الأوّل من شهر محرّم وحتّى نهايته، لتستعدّ بعد ذلك لاستقبال الزائرين وخدمتهم أثناء زيارة الأربعين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: