هو المسير الذي حُرِموا منه لأعوام مضت، حيث هُجِّروا من ديارهم وتفرقوا وقدموا قرابين في سبيله وها هم اليوم وبعد تحرير مدنهم وقراهم يعودون مرة اخرى وكلهم شوق لرؤية قبتي سيد الشهداء وأخيه ابي الفضل العباس ( عليهما السلام).
نعم، يعود اهالي الموصل وتلعفر وسهل نينوى ومناطق اخرى لتجديد عهد الولاء للحسين ( عليه السلام ) رافعين الرايات المعبرة عن الشكر والاجلال للدماء التي سالت في سبيل استعادة اراضيهم التي سلبها الدواعش، الا وهي راية الحشد الشعبي المبارك، ولكي يُكمل ابطال الحشد ما حققوه من نصر أبوا الا ان يرافقوا الحشود الحسينية، فلهذا الزحف ظِلان الاول هو ظِل رايات الحسين ( عليه السلام ) التي ترفرف فوقهم والثاني هو ظِل ابطال الحشد المبارك حامي هذا الزحف.
اليوم لا عقبة تقف امامهم ولا عائق، فعلى الرغم من المسافات الطويلة التي سيقطعونها وصولا الى كربلاء المقدسة الا ان ذلك لا يساوي شيئا امام حجم الشوق الذي يعتري قلوبهم لأداء زيارة الاربعين، فحينما تتوافق نبضات القلب مع وقع الاقدام فاعلم انك سائر الى السبط الذبيح .
الجدير بالذكر ان اهالي الموصل والمناطق المجاورة انقطعوا عن اداء زيارة الاربعين مشيا على الاقدام، كذلك شمل الانقطاع نصب مواكب الخدمة الحسينية ابان سيطرة داعش الإرهابي الذي استباح اراضيهم وهجرهم منها قبل ان تعود تلك الاراضي الى احضان الوطن بفضل جهود ابطال فتوى الدفاع المقدسة وتضحياتهم العظيمة .