الى

أطفالٌ بعمر الزهور تسابقوا كطيور السّماء في زيارة الأربعين ليقدّموا ما يستطيعون من خَدَماتٍ لزوّار سيّد الشهداء (عليه السلام)

مشاهد إنسانيّة عظيمة يُشاهدها المرءُ حين يسلك طريق الجنّة متّجهاً الى أرض الطفوف، حيث تتجلّى أجمل الصور الإنسانيّة متمثّلةً على أرض الواقع، لتُصبح مصاديق حيّة لا قصصاً تروى في متون الكتب، شبكةُ الكفيل العالميّة التي رافقت السيل البشريّ الحسينيّ منذ لحظة انطلاقه من أقصى قريةٍ في جنوب العراق، صادفت الكثير من تلك المشاهد كان أبرزها هو العدد الكبير من الأطفال الذين يتسابقون فيما بينهم لخدمة أنصار الحسين، كيف لا وهم أطفال العراق الذين رضعوا حبّ الحسين وخدمة زوّاره منذ نعومة أظفارهم.
فها هي الطفلة زينب بصُحبة إخوانها ينصبون موكبهم الخدميّ الصغير وكلّهم لهفة لتقديم الخدمة البسيطة لمن يقطعون الطريق سيراً أمام دارهم متوجّهين الى كربلاء، حيث تُلاحق عيناها البرّاقتان وجوه الزائرين متوسّلة إيّاهم شرب الماء من موكبهم صغير الحجم كبير المعنى، وعلى مسافةٍ ليست بالبعيدة شاهدنا الطفلة فاطمة التي لم تبارح مكانها وسط الطريق وهي تحمل الإناء ساقيةً كلّ من مرّ بجانبها، كأنّ العيد لديها هو خدمة أبي عبد الله وزوّاره، فالحليب الطاهر الذي رضعته في المهد امتزج بالولاء الفطريّ لآل بيت النبوّة حالها حال سائر أطفال العراق، أمّا حسن الطفل الذي يقف منتصباً على جادّة الطريق حاملاً بين يديه الصغيرتين صندوق المياه الذي جمع ثمنه عن طريق عمله كبائع قبل الزيارة، ارتأى أن يُهدي ما جنى من أموال الى زائري كربلاء، على الرّغم من الحالة المادّية التي يعيشها برفقة عائلته وما يعانونه من ضنك المعيشة، وحين سألناه قال: "من يخدم الحسينَ يرزقه اللهُ".
وهناك العشرات مثل هذه الحالات لأطفالٍ دفعهم الحبّ والعشق الفطريّ لأبي عبد الله الحسين(عليه السلام) الى بذل ما يستطيعون من جهدٍ رغم مشقّته في سبيل المساهمة ونيل شرف هذه الخدمة، مشاطرين الكبار وآباءهم الذين عمدوا الى إشراكهم فيها، لتصل اليهم رسالة ما حملوه من أجدادهم وإيصالها اليهم، ليستمرّ هذا العطاء أبد الدهر..
عدسةُ مصوّري شبكة الكفيل العالمية التقطت أجمل المشاهد لأحباب الله وهم يخدمون زائري سيّد الشهداء(عليه السلام)، فخرجت بهذه الحصيلة من الصور.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: