الى

أبطالُ الشهادة وخُدّامُ الكافل: من قِصص شهداءِ ملحمة النصر على داعش (الشهيد مرتضى جبار الشيباني)

شابٌّ يافعٌ بعمر الورد، غضّ الغصن، طريّ العود، إلّا أنّه صلب الروح قويّ القلب، ترك مآثر يعجز عن الإتيان بمثلها من فاق عمره أضعافاً، إنّه الشهيد مرتضى جبار الشيباني أحد شهداء فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة ومن الذين تشرّفوا بخدمة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).

ولد الشيباني ونشأ وترعرع حتى اشتدّ عوده في مدينة الشهادة والإباء كربلاء، فهو من مواليد (1993)، وبعد تخرّجه من إعداديّة الصناعة / قسم المعادن، اتّجه صوب مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، حيث كان حلمه الذي يراوده منذ الصغر هو التشرّف بخدمته، ونال مبتغاه وانتسب الى قسم الشؤون الخدميّة في العتبة العبّاسية المقدّسة مطلع عام (2012م).

عُجِنت الظرافةُ بطينته الطاهرة وتألّقت السماحة جليّةً بخلقه الرفيع وكانت الوداعة سمته البارزة، كان يحمل في قلبه حبّاً كبيراً لأئمّته وساداته وقد تجلّى ذلك الحبّ بكثرة زيارته لمراقدهم الطاهرة وتعلّقه بها، فكان التكامل أمراً طبيعيّاً في حياته لما ستؤول اليه من خاتمة حسنة لذاته الطيّبة، التحق بفرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة بعد صدور فتوى الدّفاع المقدّسة وشارك في العديد من المعارك ضدّ تنظيم داعش الإرهابيّ، ومنها: (البشير – الموصل - تلعفر - وآخرها كان منطقة تحرير الحويجة، منطقة الرياض).

أُصيب في منطقة الرحاليّة أثناء القيام بإحدى العمليّات القتاليّة، ولم يتراجع في ذلك الوقت بل ازداد عزماً وإرادة، وبعدها انتقل الى الجهد الهندسيّ في فرقة العبّاس القتاليّة وكان يقول: أنا في هذا المكان أقرب الى الشهادة، وقبل أن يستشهد بأيّام كان في الموكب الذي يخدم فيه وأوصى رفاقه أن يعلّقوا صورته فوق المنبر الحسينيّ وأن يُشعلوا له الشموع كلّ يوم خميس.

خلال معارك تحرير الحويجة ومع شراسة المنازلة وتقدّم قطعات فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة، كانت عبارة (إنّ الأعمال بالخواتيم) والأخرى التي صدم بها الجميع هي عبارة (للنجف للنجف) لا تفارق شفتاه، وكأنّه حنّ لتراب النجف ودفئها والقرب من سيّده أمير المؤمنين(عليه السلام).

استطاع شهيدُنا المغوار في تلك المعركة تفكيك عددٍ من العبوات الناسفة لتأمين عبور القطعات العسكريّة، وما هي إلّا سويعاتٌ قليلة حتى أوردته المنيّةَ عبوةٌ ناسفة مضرّجاً بدمائه الطاهرة وملتحقاً بالشهداء والصالحين، فهنيئاً له الشهادة وحسن الخاتمة، وكان ذلك يوم (7تشرين الأوّل) من عام (2017م)، وقد أُجري له ولرفاقه الذين استُشهِدوا معه وهم كلٌّ من (الشهيد الحاج عباس حسين عبيدان التميمي، والشهيد محمد شاطي الخيكاني، والشهيد حيدر توفيق التميمي) تشييعٌ مهيب، وقد صلّى على جثامينهم الطاهرة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: