ألقى الأمينُ العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد الأشيقر(دام تأييده) كلمةً خلال افتتاح المؤتمر الدوليّ الأوّل للعلوم الطبّية، الذي انطلقت فعّالياته صباح اليوم الأحد (17 ربيع الأوّل 1440هـ) الموافق لـ(25 تشرين الثاني 2018م) في جامعة العميد، تحت شعار: (التميّز والريادة في العلوم الطبيّة للارتقاء نحو العالميّة)، حيث جاء فيها:
"في هذا اليوم الذي يُقام فيه المؤتمرُ الدوليّ الأوّل للعلوم الطبّية تحت شعار: (التميّز والريادة في العلوم الطبّية للارتقاء نحو العالميّة) في جامعة العميد، والذي نتمنّى له النجاح والتوفيق، أودّ أن أرحّب بجميع الحضور الكرام وأودّ أن أُلقي على مسامعكم الكريمة حديثين شريفين من أحاديث الرسول محمد(صلّى الله عليه وآله وسلم)، حيث قال: (إنّ طلب العلم فريضةٌ على كلّ مسلم ومسلمة)، وكذلك قال (صلّى الله عليه وآله): (من سلك طريقاً يطلبُ فيه علماً سلك الله به طريقاً الى الجنّة)، في هذين الحديثين الشريفين وفي أحاديث أخرى كثيرة حثّ الرسولُ الكريم(صلّى الله عليه وآله) على طلب العلم والتعلّم، ونجد أنّه ما لم يكن للعلم من أهمّية كبيرة ما كان ليرتقي أن يكون فريضةً على العبد، والله سبحانه وتعالى ما أمرنا بعملٍ ما لم تكن فيه منفعةٌ لنا".
وأضاف: "بالقراءة والبحث والتطوير تستنير العقولُ لتكتشف من العلم والنتائج ما ينتفع به المجتمعُ الإنسانيّ، ولقد اهتمّت أكثر دول العالم بالبحث والتطور العلميّ والتكنلوجيّ وخصّصت لذلك وزارات ومؤسّسات راعية، ورفدت هذه الوزارات بميزانيّات ماليّة كبيرة، وقد ازدادت نسب الإنفاق العالميّ من معدّلات الدخل الوطنيّ الى معدّلات عالية في السنوات الأخيرة، نتيجة اكتشاف حقيقة الاستثمار المستمرّ والمتواصل فيما يُعرف بالبحث والتطوير فهو يشكّل ركناً أساسيّاً للنجاح، بحيث أصبح الاستثمار في هذا المجال إمّا بشكلٍ مباشر من الدخل الوطنيّ أو من خلال المؤسّسات الأكاديميّة والجامعات، وإنّ هذا الأمر يشكّل حجر الأساس في أيّ استراتيجيّةٍ وطنيّة تهدف الى تطوير البلد".
وأشار: "إنّ الاهتمام بالبحث والتطوير العلميّ ولاسيّما في المجال الطبّي وهو خيرُ الأعمال، لما للطبّ من أهمّيةٍ كبرى لتماسّه المباشر بحياة البشر وصحّتهم وسلامتهم، ومن هنا أيضاً جاء اهتمامُ العتبة العبّاسية المقدّسة بتوجيهات سماحة المتولّي الشرعي السيد أحمد الصافي(دام عزّه) في المجالات العلميّة كافّة والمجال الطبّي بشكلٍ خاصّ، من خلال تأسيس وبناء الجامعات مثل جامعة العميد في كربلاء المقدّسة وجامعة الكفيل في النجف الأشرف، وكذلك بناء وتجهيز مستشفى الكفيل في كربلاء المقدّسة، فقد اهتمّت العتبةُ المقدّسة كلّ الاهتمام بأن تكون هذه المواقع متّبعةً في عملها لأحدث المعايير العلميّة العالميّة، لتكون من المؤسّسات والجامعات التي تساهم في خلق أجيالٍ من الخرّيجين على مستوىً جيّد من المعرفة، يمكن أن ينتفع منهم البلد والمجتمعُ الإنسانيّ بشكلٍ عام".
وتابع: "إنّ المؤتمر الدوليّ الأوّل للعلوم الطبيّة الذي يُقام اليوم في رحاب جامعة العميد من خلال تضافر الجهود الطيّبة، متمثّلةً بالرعاية الأبويّة من وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ مع جهود الإخوة الأستاذة الباحثين من خارج وداخل العراق وإدارة جامعة العميد، وكذلك جهود الإخوة في قسم التربية والتعليم العالي وباقي الأقسام الداعمة من العتبة المقدّسة، يُعدّ واحداً من النشاطات التي نأمل أن تساهم في دعم الحركة العلميّة الطبّية، متمنّين له النجاح ودوام التفوّق والاستمرار للأعوام القادمة".
واختتم: "في الختام نودّ أن نعبّر عن شكرنا وتقديرنا لجميع الجهات التي ساهمت في هذا المؤتمر، سواءً برعاية أو دعمٍ علميّ أو مشاركة بالبحوث أو الحضور، ويجب أن لا ننسى الشكر أيضاً لمن ضحّى بكلّ غالٍ ونفيس من أجل الدفاع عن هذا الوطن ضدّ الهجمة الوحشيّة التي شنّها عدوّ الإنسانيّة داعش، فإنّما بفضل تضحيات هؤلاء المدافعين ظلّ هذا الوطنُ مناراً للعلم ومنبعاً للقيم الإنسانيّة".