الى

أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) ومقامُه الرّفيع عند الله تبارك وتعالى

قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ واخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لآتَيْنَاهُم مِن لَدُنّا أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * ومَنْ يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النبيِّين وَالصّدّيقِينَ وَالشّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئك رَفِيقاً * ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى‏ بِاللّهِ عَلِيماً).
ومن أجلى مصاديق هذه الآيات الكريمة هو سبط رسول الله(صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله) الشهيد بكربلاء الإمام الحسين(عليه‌ السلام) وأخوه أبو الفضل العبّاس(عليه ‌السلام)؛ فلقد كتب الله تعالى على سبط رسوله الحبيب ووصيّ وصيّه الكريم الإمام الحسين(عليه ‌السلام) الهجرة والقتال، والخروج على يزيد عدوّ الله وعدوّ رسوله، وأبلغ ما كتبه عليه عبر أمين وحيه جبرائيل وبواسطة حبيبه الرسول المصطفى(صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله) إليه، فامتثل الإمام الحسين(عليه ‌السلام) أمر ربّه وخرج، فلم يخرج معه ولم يقاتل بين يديه (عليه ‌السلام) إلاّ القليل، وكان في مقدّمة هذا القليل أبو الفضل العبّاس(عليه ‌السلام).
وحيث إنّه (عليه ‌السلام) فعل ما وُعِظ به، وعمل بما عَلِم، كان خيراً له وأشدّ تثبيتاً، ونال من الله أجراً عظيماً، وهُدي صراطاً مستقيماً، وحُشر كما في زيارته (عليه ‌السلام) أيضاً المأثورة عن الإمام الصادق(عليه ‌السلام) على أثر طاعته لله ولرسوله ولإمامه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيِّين والصدّيقين، والشهداء والصالحين، وحسن اُولئك رفيقاً، فصدق في حقّه (عليه ‌السلام)، وتحقّق عليه قوله تعالى: (ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى‏ بِاللّهِ عَلِيماً).
فطوبى لأبي الفضل العبّاس(عليه‌ السلام) مقامه الرّفيع عند الله تبارك وتعالى، وهنيئاً له على منزلته السامية لديه!
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: