الى

في العاشرِ من شهرِ رجب الأصبّ أشرقت الأرضُ بنورِ الإمام الجواد (عليه السلام)

يُوافق اليومُ العاشر من شهر رجب ذكرى ولادة الإمام محمد الجواد تاسع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وهو الإمام محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(سلام الله عليهم).
وُلد (عليه السلام) في العاشر من رجب سنة 195ﻫ، وتهلّل وجهُ أبيه الإمام الرضا(عليه السلام) فرحاً بمولده، واستلم المولود الجديد فور ولادته الأرضَ بمساجده السبعة، شاهداً بالوحدانيّة لله ولمحمّدٍ بالرسالة.
كان الإمام الرضا(عليه السلام) قد طلب من أخته حكيمة أن تبقى الى جانب زوجته خيزران (أمّ الإمام الجواد) بعد أن ظهرت إماراتُ الطلق عليها.
تعجّبت حكيمة -أخت الإمام الرضا- من هذا النور الذي خرّ ساجداً لربّه فور دخوله الى الدنيا، لكن هذا هو دأب الأئمّة المعصومين الذين انتدبهم الله ليكونوا حججه على خلقه، فهم ليسوا كباقي الخلق في سلوكهم، حتّى وهم أجنّةٌ في أرحام الأمّهات، وليس عجيباً من أحدهم أن يهوي ساجداً لله عند ولادته وينطق بالشهادتين، فهو أمرٌ ينطوي على إثبات صدقه في إمامته أمام الخلق.
كان الإمام الجواد(عليه السلام) أعجوبةً لم تُسبقْ بها الأمّة الإسلاميّة، فقد نهض بأعباء الإمامة بعد أبيه الرضا(عليه السلام) وعمرُه تسع سنوات، وهو أمرٌ استدعى التأمّل والاستغراب حتّى من قبل أتباع الإمام الرضا(عليه السلام) حين سُئِل عمّن يخلفه، فأشار إليه وهو صغير، نعم! لقد عرفوا من خبر عيسى بن مريم وخبر يحيى بن زكريا (عليهما السلام) من قبل، وقد قصّ القرآن الكريم حكايتهما، لكن من طبيعة الإنسان الركون الى المشهود المحسوس، والتعوّد والحكم على المألوف، غير أنّهم بعد أن رأوا آية الله حاضرةً ناطقة لم يكن أمامهم إلّا التسليم.
كان ذلك ما ميّز الإمام الجواد(عليه السلام) من بين الأئمّة المعصومين الباقين، فقد تأخّرت ولادته زمناً جعل أتباع أهل البيت في قلق، ثمّ تقلّد الإمامة هو صغيرُ السنّ كبيرُ العقل، خارقٌ في منطقه وحكمته وعلمه، ثمّ استُشهِدَ وهو شابٌّ لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
على الرغم من أنّ ابنه الإمام علي الهادي(عليه السلام) تولّى الإمامة وهو صغيرٌ أيضاً، لكن خبر تولّي الإمام الجواد(عليه السلام) الإمامة وهو صغيرٌ انتشر وذاع ذكرُه، وذلك لأنّ مركز ذيوعه كان قصر الخليفة المأمون الذي أقام المناظرة الكبرى الشهيرة بين الإمام الجواد(عليه السلام) وقاضي قضاة المسلمين في حينه يحيى بن أكثم.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: