بدايةُ انطلاق الموكب الذي تقدّمه النعشُ الرمزيّ كانت من صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، حيث اصطفّ خدمةُ المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مردّدين المراثي والقصائد، التي تحاكي هذه المصيبة الأليمة على قلوبهم وقلوب جميع المؤمنين من أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، ثمّ انطلقوا بعدها على وقع الكلمات والردّات الحزينة صوب مرقد سيّد الشهداء(عليه السلام)، قاطعين ساحة ما بين الحرمين الشريفين بكاءً وهتافاً، مستحضرين مشهد استشهاد سابع أئمّة الهدى الإمام الكاظم(عليه السلام).
وعند وصولوهم أعتابَ الصحن الحسينيّ المطهّر كان في استقبالهم إخوتهم خَدَمَةُ العتبة الحسينيّة المقدّسة، ليشاركوهم الحزن ويعقدوا داخل المرقد الحسينيّ الطاهر مجلساً مشتركاً للعزاء، أُلقيت فيه القصائد والمراثي التي جدّدوا بها العهد لإمامهم في المضيّ والسير على نهجه القويم، واستلهام الدروس والعِبَر من فكره وسيرته الجهاديّة الشريفة، كما عبّروا عن عظيم حزنهم ومواساتهم للنبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذا المصاب الجلل.
الجديرُ بالذكر أنّ يوم (25 رجب الأصبّ) هو ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)، حيث يُحيي جميعُ المؤمنين من أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في جميع أنحاء العالم هذه المناسبة الحزينة، كما يشهد مرقد الإمام الكاظم(عليه السلام) في بغداد توافد ملايين الزائرين من مختلف مدن العراق والعالم الإسلاميّ إحياءً لذكرى استشهاده.