الى

المبعثُ النبويّ الشريف مبعثُ النور ومولدُ الرّسالة والقرآن الكريم

المبعثُ النبويّ الشريف الذي تمرّ ذكراه هذا اليوم السابع والعشرون من شهر رجب الأصبّ، يُعَدُّ من الأيّام العظيمة والشريفة جدّاً وهو عيدٌ من الأعياد العظيمة؛ ففيه كانت بعثة النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله) وهبوط جبرئيل(عليه السلام) عليه بالرّسالة والنبوّة..
لقد كان مبعثه(صلّى الله عليه وآله) بالرّسالة الإسلاميّة المقدّسة سنة (13) قبل هجرته الميمونة من مكّة إلى المدينة المنوّرة وهي سنة (610م)، حيث أوحى الله تعالى إليه وأبلغه عن طريق الأمين جبرئيل(عليه السلام) بأنّه نبيّ هذه البشريّة وخاتمُ الأنبياء والمرسلين، فكان نزول الوحي وبعثة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) أمراً مشكلاً للجاهليّين، وكان مشكلةً فكريّةً وعقائديّة صعبةَ الفهم عسيرةَ الاستيعاب، أمّا بالنسبة للمؤمنين بالرسالة والمصدّقين لها فلا يعجبون لظاهرة الوحي، فهم يعتقدون بقرارة أنفسهم بالعناية الربّانيّة وتتابع الألطاف الإلهيّة لإنقاذ الإنسان من براثن الجهل والضلال والانحراف؛ لأنّ الله تعالى لم يخلق الإنسان عبثاً ولم يتركه هملاً، بل جعل له الوحي ليستكشف نفسه، وليعرف ربّه وخالقه وعالـمه، والموصل له إلى هدايته وكماله في الدنيا والآخرة، وكذا في كيفيّة تعامله مع الناس في بيئته ومجتمعه.
الإعدادُ للنبوّة:
لقد هيّأ الله رسوله الأكرم(صلّى الله عليه وآله) للاستعداد لحمل الرسالة الإسلاميّة والأمانة الكبرى، وكيفيّة أدائها وإنقاد البشريّة من حيرة الضلالة وكابوس الجهالة، وعند بلوغه (صلوات الله عليه) الأربعين من عمره الشريف اصطفاه الله تعالى نبيّاً ورسولاً وهادياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فعندما كان النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في نهايات العقد الثالث من عمره الشريف كان يلقى الوحي إليه عن طريق الإلهام والإلقاء في نفسه والرؤية الصادقة وهي درجةٌ من درجات النبوّة، ثم حبّب الله إليه الاستئناس به والخلوة لمناجاته، فكان يذهب إلى غار حراء ليتعبّد فيه، حيث ينقطع عن عالم المحسوسات المادّية، ويتأمّل ويستغرق في ذلك نحو عالم الغيب والملكوت والتوجّه لله تعالى وحده.
نزولُ الوحي:
وعندما بلغ الأربعين من عمره نزل عليه جبرئيل(عليه السلام) في شهر رمضان في إحدى ليالي القدر، فألقى إليه كلمة الوحي وأعلَمَه أنّه الخاتم لرسالات الأنبياء، والمبعوث رحمةً للعالمين.. وتُصرّح الروايات الشريفة بأنّ أوّل آيات القرآن التي قرأها جبرئيل(عليه السلام) على الرسول(صلّى الله عليه وآله) هي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ...)، وبعد أن تلقّى(صلّى الله عليه وآله) ذلك التوجيه الإلهيّ القيّم رجع الى أهله وهو يحمل المسؤوليّة الكبرى لأمانة السماء إلى الأرض التي كان ينتظر شرف تقلّدها، عاد فاضطجع في فراشه وتدثّر لأجل الراحة والتأمّل فيما كلّفه الله به، فجاءه جبرئيل ثانيةً وطلب إليه القيام والنهوض وترك الاضطجاع والبدء بالدعوة المحمّدية وإنذار الناس، حيث قال: (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ..).
فشرع ملبيّاً لنداء الله سبحانه ومبشّراً بدعوته الرساليّة، وكان أوّل من دعاه إلى سبيل الله زوجته خديجة(عليها السلام) وابن عمّه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وهو في العاشرة من عمره، فآمنا به وصدّقاه، فكانا النواة الأُولى للدعوة الإسلاميّة الكبرى، فكانت الدعوة مقتصرةً على البعض القليل حتّى جاء الأمرُ الإلهيّ: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فجمعهم وصدع بالرسالة بينهم، وبقي يحثّ الخطى في ذلك إلى آخر حياته الكريمة.
من أعمال يوم المبعث:
ختاماً نودّ أن نذكّر المؤمنين والمؤمنات بأنّ هناك أعمالاً مستحبّة في ليلة ويوم المبعث الشريف، منها:
- الغُسل.
- الصلاة بكيفيّةٍ خاصّة.
- الصيام في يومه، وهو أحد الأيّام الأربعة التي خُصّت بالصيام بين أيّام السنة.
- الإكثار من الصلاة على محمّدٍ وآل محمّد.
- زيارة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وزيارة أمير المؤمنين(عليه السلام).
وغيرها من الأعمال والأدعية والصلوات المذكورة في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عبّاس القمي(رحمه الله).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: