الى

وزيرُ التعليم العالي: العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة اتّخذت منحىً مهمّاً لتعزيز التعليم الأهلي واستحداث مؤسّساتٍ بمواصفاتٍ تفوق في بعض الأحيان إمكانيّات المؤسّسات الحكوميّة

أشاد وزيرُ التعليم العالي والبحث العلميّ الأستاذ الدكتور قصي السهيل بالمنحى والنهج الذي اتّبعته العتبةُ العبّاسية المقدّسة في إنشائها مؤسّساتٍ تعليميّة رصينة، وبمواصفاتٍ جيّدة تفوق ربّما في بعض الأحيان الإمكانيّات التي تمتلكها المؤسّسات الحكوميّة، من حيث البناء والمختبرات وغيرها، حتّى من حيث الأساتذة والخبراء، وما يُحسب لها أيضاً استضافتها للفعّاليات واستضافة الخبراء والعلماء في هذا المجال.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح المبنى الجديد لجامعة الكفيل التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة في محافظة النجف الأشرف، والذي أقيم فيها اليوم الأحد (8شعبان 1440هـ) الموافق لـ(14نيسان 2019م)، حيث تحدّث قائلاً: "عوّدتنا العتبةُ العبّاسية المقدّسة دائماً على الإبداع والمشاريع الإبداعيّة، ومنها ما يتركّز بالقضايا التربويّة والتعليميّة، فغالباً ما تُبنى الشعوب ببناء الإنسان وبناء أفكاره وترصين معتقداته، لذلك حينما تمرّ الدول بأزمات أو تضعف أو تتعرّض لمشكلة ليس لها سندٌ سوى الاعتماد على السند الفكريّ الذي تحمل جزءً منه المؤسّسات الدينيّة والاجتماعيّة، وهذا ما وجدناه خلال حديثنا مع المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، الذي غالباً ما نجده سبّاقاً لتشخيص المشاكل التي تُعاني منها مؤسّسات الدولة، وأخصّ بالذكر المؤسّسات التعليميّة والتربويّة".
وأضاف: "الجانب التعليميّ فيه بُعدان، بعدٌ أكاديميّ وبعدٌ تربويّ أخلاقيّ يستند على معايير شرعيّة، ونحن دائماً ما ننبّه الآخرين وننبّه أنفسنا بشكلٍ مستمرّ لهذا السبب أو ذاك ابتعدت جامعاتنا ومؤسّساتنا العلميّة والتربويّة عن هذا الإطار وركّزت على جوانب أخرى، كنّا نعتقد أنّ من الخطأ الابتعاد عنها، ولذلك حينما باشرنا بالوزارة من جديد ركّزنا هدفنا على البُعد التربويّ من جديد، وهذا البُعد ينطوي على النظام الدراسيّ وأهمّية تنفيذ النظام الحكوميّ بشكلٍ مباشر".
وأوضح السهيل: "أنا شخصيّاً إذا جاز لي أن أفتخر بهويّتي الأكاديميّة والأكثر فخراً هي هويّتي الإسلاميّة التي لن أتخلّى عنها، وهويّتي في مجال تخصّصي الأكاديميّ، لذلك قلت في اجتماعاتي ولأكثر من مرّة أنّنا يجب أن نركّز جهودنا وتفكيرنا ونعطي بُعداً تربويّاً مضافاً الى الأبعاد العلميّة التي نسعى لتدريسها للطلبة، لذلك حرصت على المجيء الى افتتاح هذا المجمّع التربويّ وقبلها حضور المهرجان التكريميّ للطلبة الأوائل، وأنا ممتنّ للفعّاليات التي تقوم بها العتبةُ العبّاسية المقدّسة باعتبارها جزءً مكمّلاً للوزارة بشكلٍ أو بآخر".
مبيّناً: "إنّ البرنامج الحكوميّ ليس مسؤوليّة المؤسّسات الحكوميّة فقط، وإنّما مسؤوليّة المؤسّسات الاجتماعيّة والدينيّة أيضاً وحتّى المؤسّسات الأخرى، وكما قلت بأنّ الجانب الأهمّ هو الجانب الثقافيّ والتربويّ والتعليميّ، ففي خضمّ هذا الصراع وخضمّ التسارع في آليّات التواصل والاتّصالات يبرز دورُ التركيز على الجانب التربويّ، لذلك حرصنا في الوزارة على تدعيم وتوفير كلّ ما نستطيع تقديمه من دعمٍ علميّ، سواءً بالكوادر أو بالمناهج من نُظُم تدريس الى المؤسّسات التي تسعى الى بثّ أُسُسها الصحيحة الى طلبتنا".
وبيّن السهيل قائلاً: "هناك جملة قرارات من جملتها الحفاظ على سلامة الحرم الجامعيّ وعدم السماح بالمظاهر المخلّة وغير اللائقة، والطريق صعب ولكنّه غير مستحيل، بإمكاننا أن نحقّق الكثير ودور الوزارة لن يكون دوراً تامّاً بدون مساعدة كلّ الجهات التي ذكرتها بشكلٍ تفصيليّ، أردت الإشارة والإشادة أنّ العتبة العبّاسية اتّخذت منحىً مهمّاً في تعزيز التعليم الأهليّ واللّجوء الى استحداث مؤسّساتٍ بمواصفاتٍ جيّدة تفوق في بعض الأحيان الإمكانيّات التي تمتلكها المؤسّسات الحكوميّة، من حيث البناء والمختبرات وحتّى من حيث الأساتذة والخبراء، وما يُحسب لها أيضاً استضافتها للفعّاليات واستضافة الخبراء والعلماء في هذا المجال".
وأشار: "إنّ التعليم في العراق يعاني من خلل، وهذا الخلل واضح، ونحن لنا جهود في تشخيص هذا الخلل ومحاربته، ومن ثمّ نريد توصيل هذا التعليم الى ما يحتاجه هذا البلد ومتطلّبات السوق، فنحن في الحقيقة ركّزنا على المؤسّسات القادرة وأخصّ بالذكر المؤسّسات التابعة للعتبات المقدّسة التي تتبنّى البحث العلميّ، هذه الروحيّة التي قُتلت في السنوات السابقة كان الهدف منها تحليل الفكر العراقيّ وتحويل المؤسّسات العلميّة والدينيّة والتربويّة الى مؤسّسات تلقين فقط، لذلك سارعنا الى ضرورة استثمار ما هو محدّد لهذه الكلّيات لتنمية البحث العلميّ، وعندما أقول تنمية البحث العلميّ أصرّ وأقول رعاية الباحثين الشباب، فهؤلاء هم عينة المستقبل ويُمكن الاعتماد عليهم ودفع عجلة البلد الى الأمام".
وأكمل حديثه بالقول: "الإخوة في جامعة الكفيل جهودُهم مشكورة جميعاً، وأخصّ بالذكر الدكتور نورس الدهّان رئيس الجامعة، وهو أحد الباحثين الشباب الذين يستحقّون الثناء لقدراتهم العلميّة وقدراتهم الأخلاقيّة والإداريّة، ولا أنسى أن أشكر الإخوة القائمين على هذه المؤسّسة، لكن أقول إنّ المعوّل عليهم الكثير ليس بالإطار التعليميّ فقط وإنّما إطار التعليم وإطار البحث والأخلاق".
واختتم السهيل: "أكرّر شكري وتقديري لجميع القائمين على هذه المؤسّسات التي لم تكن يوماً مؤسّساتٍ ربحيّة إنّما تحوّلت الى مؤسّسات تربويّة وأخلاقيّة تدعم الشباب والباحثين، وأتمنّى أن يكون هذا المجمّع والكوادر العاملة فيه من الأساتذة نقلةً في تطوّر التعليم العراقيّ، وأبارك لكم مرّة أخرى هذا الإنجاز والحمد لله ربّ العالمين".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: