الى

قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة: ينبغي التكاتف للارتقاء بمجتمعنا لينتقل من مستوى لا يعلم الى مستوى يعلم

خلال حفل افتتاح فعّاليات المؤتمر والورش التطويريّة في مجال محو الأمّية، الذي يقيمه الجهازُ التنفيذيّ لمحو الأميّة في وزارة التربية بالتعاون مع فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة ومديريّة تربية محافظة كربلاء المقدّسة، والذي أُقيم اليوم في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة وسيستمرّ لثلاثة أيّام، كانت هناك كلمةٌ للأستاذ مشتاق عبّاس معن المعاون التربويّ في قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة تطرّق فيها لأمورٍ عديدة، وهذا جانبٌ منها: "قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) إذ تؤسّس هذه الآية المباركة قاعدة تصنيفيّة مهمّة لشرائح البشر، فهم إمّا يعلمون وإمّا لا يعلمون، وقد جاءت صياغة هذه الآية المباركة على أسلوب الاستفهام الاستنكاريّ لاستنهاض الطاقات البشريّة، للارتقاء بالمجتمع من مرحلة لا يعلمون الى مرحلة الذين يعلمون، ولعلّ أحد مصاديق هذه الحركة الاستنهاضيّة هو المؤسّسات التربويّة والتعليميّة على مدى التأريخ، وقد كانت هذه الآية المباركة إحدى القواعد الرئيسيّة لتشكيل السياسة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، فتمّ على أساس ذلك تشكيل جهاتٍ معيّنة لبناء برامج تنمويّة وتعليميّة، كان أوّلها لجنة التربية والتعليم الموقّرة التي نهضت بتشكيل السياسة العامّة للتربية والتعليم في العتبة العبّاسية المقدّسة، وأسّست في العام الدراسيّ (2011 / 2012) المؤسّسات الأولى التربويّة والتعليميّة التابعة للعتبة المقدّسة، ثمّ انبثق من رحم هذه اللّجنة المباركة قسمُ التربية والتعليم العالي الذي تسلّم مهامّ ما قد بدأته اللّجنة لتحقيق هذه الغاية السامية ولبناء مجتمعٍ يعلم، متجاوزاً مجتمع الذي لا يعلم".
مضيفاً: "استهداف شرائح المجتمع يأتي على نوعين، استهداف الشرائح التي تنتظم في سلك التربية والتعليم وهي وفق المراحل الدراسيّة المعروفة، وهناك خطٌّ آخر وأقصد به شريحة الكبار الذين لم ينتظموا بهذه التراتبيّة المعهودة، وواقعاً هذه الشريحة تسبّب إرباكاً كبيراً في المجتمع لا سيّما في المجتمعات المؤسّساتيّة".
وتابع معن: "لذا دأبت العتبةُ العبّاسية المقدّسة على تخليص مجتمع المؤسّسات العامل داخل تشكيلاتها من هذه الآفة الكبيرة -آفة الأمّية-، وعملت على رصد الذين لا يمتلكون مهارتي القراءة والكتابة أو يمتلكونها لكن بمستوى ضئيل، فعمدت الى تشكيل برنامج محو الأميّة لمنتسبي العتبة المقدّسة، واستمرّ هذا البرنامج وانتقل من أروقتها الى الأقضية والنواحي المحيطة بمركز المدينة فضلاً عن مركزها، للمساهمة مع الأجهزة الحكوميّة في وزارة التربية على الانتقال والارتقاء بالمجتمع من المستوى الأمّي الى المستوى غير الأمّي".
مبيّناً: "ثمّ جاءت المبادرةُ الطيّبة من فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة وهي مبادرةٌ ينبغي الوقوف عندها بإكبار، لتُكمل ما بدأته العتبةُ العبّاسية المقدّسة، فكانت هذه المبادرة ليست فقط لتعليم المقاتلين مهارتي القراءة والكتابة، وإنّما للارتقاء بأساليب القتال في ساحة الوغى فكانت خطوةً في الاتّجاه الصحيح، وهذا الملتقى في هذه القاعة هو جزءٌ من مشروع ينبغي أن يوسّع وهو التكاتف بين الأجهزة الحكوميّة وغير الحكومية للارتقاء بمجتمعنا لينتقل من مستوى لا يعلم الى مستوى يعلم".
واختتم: "نتمنّى أن تستمرّ مثل هكذا مبادرات ليس فقط بمحو أمّية القراءة والكتابة، وإنّما أن يبدأوا بمحاربة أنواع أخرى من الأمّية التي بدأ المجتمعُ العالميّ بالتخلّص منها، للقضاء على الفجوة بين شرائح المجتمع، فالحديث الآن ليس فقط عن محو أمّية القراءة والكتابة بل عن محو الأميّة الرقميّة".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: