الى

المشرِف على فرقة العبّاس القتاليّة: معركة تحرير البشير مثّلت صورةً وطنيّة ملحميّة اشترك فيها الطيف العراقيّ

بيّن المشرِفُ على فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة الشيخ ميثم الزيديّ: "أنّ معركة تحرير قصبة البشير مثّلت صورةً وطنيّة ملحميّة في تحرير القصبة العزيزة، التي اشترك فيها الطيفُ العراقيّ كلّه، حيث اشتركت القوّاتُ العربيّة والتركمانيّة وحتّى قوّاتٌ من البيشمركة في الصفحة الأخيرة لتحرير هذه القصبة العزيزة، وفي يومٍ واحد استُشهد بطلٌ عربيّ من الكوت وبطلٌ من التركمان من تازة وبطلٌ آخر كرديّ من السليمانيّة".
جاء هذا خلال كلمته التي ألقاها في المهرجان الذي أقامته عصر اليوم الأربعاء (25 شعبان1440هـ) الموافق لـ(1 آيار 2019م) فرقةُ العبّاس(عليه السلام) القتاليّة برعاية العتبة العبّاسية المقدّسة في قرية بشير، بمناسبة مرور ثلاثة أعوام منذ تحريرها على يد أبناء الفرقة ومن تجحفل معهم.
هذا وقد بيّن الزيدي في كلمته أيضاً: "يسعدنا ويشرّفنا أن نحضر في هذه البقعة المباركة من هذا الوطن العزيز أعني بها قصبة البشير العزيزة، هذه القصبة التي جسّدت أروع صور الصبر والصمود والالتحام وبنفس الوقت النصرة والفخر والانتصار، بدءً نقدّم أسمى آيات العرفان والتقدير والثناء لأهالي كركوك بشكلٍ عام ولأبناء تازة والبشير بالخصوص على حفاوة الاستقبال وهذا الامتنان، وحقيقةً هذا ليس غريباً على طيبتكم ونبلكم وعلى علوّ خلقكم".
وأضاف: "البشير وما أدراك ما البشير؟ لا أعرف من أين أبدأ وأيّ صورةٍ أرسم ولأيّ لوحةٍ أُشير، إنّها البشير عنوان الوفاء وهمّة الأوفياء، هذه القصبة العزيزة المظلومة التي اعتدى عليها العدوّ الداعشيّ الإرهابيّ إبّان دخوله الى بلدنا العزيز، وكانت من ضمن أولى القرى التي اعتدى عليها هذا العدوّ هي قصبة البشير وفعل بها ما فعل، وكلّكم تعلمون أنّ العدوّ كرّر جرائمه السابقة التي ورثها من آبائه وأجداده الذين فعلوا مثل هذه الصورة الإرهابيّة في كربلاء فيما سلف، فقد قتل الأطفال وسبى النساء وأجرم بالشيوخ بل وحتّى علّق الجثامين الطاهرة على الأعمدة، وفجّر البيوت وتجاوز على الحسينيّات وحطّم أبنية المساجد حتّى هبّ واستغاث أبناءُ هذه القصبة العزيزة المباركة وطلبوا من أحرار هذا الوطن العزيز ومن المتطوّعين الذين لبّوا نداء المرجعيّة المباركة في النجف الأشرف لكي يخلّصوهم من هذه الطغمة البربريّة الداعشيّة".
وبيّن الزيدي: "الاعتداء لم يقتصر على قصبة البشير وإنّما تجاوز الى ناحية تازة، ولأوّل مرّةٍ في مشهد العمليّات وفي مسرح العمليّات في العراق يُستعمل غاز الكلور، استُخدِم على ناحية تازة فرُميت الناحية بـ(40) صاروخاً في يومٍ واحد، وكانت هناك خسائر بشريّة بسبب هذه الغازات لعلّها أكثر من ألف حالة، وتمادى الإجرام بهذا العدوّ الداعشيّ الى أن استجابت هذه الثلّة الطيّبة والعزيزة من المتطوّعين والأجهزة الأمنيّة لتخلّص هذه القصبة العزيزة من هذا العدوّ".
وتابع الزيدي كلامه قائلاً: "نسمع كثيراً من المدح والشكر وذكر أسماء وذكر عناوين، لكن إخوتي الأعزّاء أقولها بواقعيّة إن كان هناك اسمٌ يجب أن يُشكر فهو هذا العظيم سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظلّه) الذي كان سبباً في هذا الزخم البشريّ المتدفّق، الذي نهض ليستجيب لنداء الأب الذي مثّل قمّة الأبوّة الى أبناء الوطن كلّهم، إنّه لم ينادِ أيّها المسلمون ولم ينادِ أيّها الشيعة ولم ينادِ أيّها العرب بل قال: أيّها المواطنون، لذلك فكلّ المواطنين استجابوا الى ندائه، وكانت للمرجعيّة المباركة توصياتٌ حقيقيّة لتخليص البشير من هذا الظلم الداعشيّ وهذا الضغط الكبير الذي كان يستهدف ناحية تازة، حتّى استجابت ثلّةٌ طيّبة من أبناء الحشد التركمانيّ وكذلك القوّات الأمنيّة وقوّات العتبات المقدّسة متمثّلةً بفرقة الإمام علي(عليه السلام) ولواء عليّ الأكبر(عليه السلام) ونحن في فرقة العبّاس(عليه لسلام) القتاليّة في خدمتكم".

وأكّد: "نعيد ونكرّر أنّ الذي حرّر البشير هم التركمان وهم من دخلوا الى البشير وهم من حرّروا، ودورنا هو إسنادٌ لهؤلاء الأحبّة الذين استجبنا الى ندائهم استناداً الى توصيات متكرّرة ومباشرة من وكيل المرجع الأعلى سماحة السيد أحمد الصافي المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة (دام عزّه)، الذي كان دائماً يحثّنا على الاستجابة لاستغاثة أيّ مواطنٍ يستغيث بنا، لذلك تقدّمنا الى هذه القصبة الطيّبة بقوّاتنا تقريباً بأكثر من تسعة أشهر وهي تدافع عن ناحية تازة، وتضغط على العدوّ الى أن منّ الله علينا بهذا النصر المؤزّر، الذي كان لقيادة العمليّات المشتركة دورٌ بارز فيه من خلال دعمنا وتوفير كلّ ما نحتاجه في هذه المعركة، وكذلك كان لطيران الجيش العراقي دورٌ مشرّف وبارز وأنا مطّلع بشكلٍ تفصيليّ أن أوّل سنةٍ لم يكن هناك تحليقٌ فوق سماء البشير من قبل الطيران العراقيّ، وبفضل الجهود المستمرّة دخل طيران الجيش في قصبة البشير ولمس الأحبّة والأصدقاء والمقاتلين في السواتر آثار هذه الضربات".
وبيّن قائلاً: "أسجّل في هذا المكان أنّ اللواء الركن سمير المالكي كان أوّل من حلّق بطائرةٍ من طيران الجيش ونفّذ ضربةً جويّة موفّقة في هذا المكان، وكان أيضاً للقوّة الجوّية دورٌ مهمّ في تنفيذ الضربات الجويّة، وكذلك بقيّة القوّات التي شاركت".
واستكمل كلمته بالقول: "تكلّلت جهودُ الجميع ومثّلت هذه المعركة صورةً وطنيّةً ملحميّة في تحرير القصبة العزيزة، التي اشترك فيها الطيفُ العراقيّ كلّه، حيث اشتركت القوّات العربيّة والتركمانيّة وحتّى قوّات من البيشمركة في الصفحة الأخيرة لتحرير هذه القصبة العزيزة، وفي يومٍ واحد استُشهِد بطلٌ عربيّ من الكوت وبطلٌ من التركمان من تازة وبطلٌ آخر كرديّ من السليمانيّة".
وأكّد الزيديّ: "علينا أن نذكر الشهداء الأعزّة في هذا الموقف الكريم، حقيقةً قدّمنا عصارة شهدائنا وكلّ شهدائنا عصارة، ولكن الشهداء الذين ارتقوا الى جنان الخلد في قصبة البشير من فرقتنا وبقيّة القوّات العزيزة كانوا قادةً، وعندما كنت أتكلّم مع بعض الإخوة يقولون: لن نرجع من البشير حتّى تتحرّر ويكفي كفرقة أن نُباد كلّنا في سبيل هذا الهدف الأسمى، حقيقةً عندما جئنا الى البشير كانت لدينا غاية وهي أن ننصر أهالي بشير وتازة بغضّ النظر عن النتائج العسكريّة سواءً انتصرنا أو لم ننتصر عسكريّاً، فكان الهدف هو الاستجابة لنداء الأهالي الذين جاءوا الى أبواب المرجعيّة وطرقوا أبوابها، وجاءوا الى العتبات المقدّسة وكانوا يرفعون شعار (ألا من ناصرٍ ينصرنا)، فلذلك نحن استجبنا وقلنا يكفينا إن أُبدنا كلّنا في سبيل هذا الهدف السامي، سوف تأتي الأجيال من بعدنا وتذكر هذا الموقف النبيل، ولكنّ الله سبحانه عزّ وجلّ منّ علينا أن نحرّر هذه القصبة في عمليّةٍ أعتقد أنّها الأصعب، وانتزعنا العزيزة البشير من فم هذه العصابات البشعة وأرجعناها الى أهلها ببركة وتواجد المرجعيّة المباركة والمواطنين الأعزّاء العراقيّين وكلّ القوّات الأمنيّة العزيزة".
واستدرك: "أنا أسجّل عهداً جديداً مع التركمان الأعزّاء أنّنا سوف نبقى معكم لا مع عدوّكم إن شاء الله، وفي أيّ حاجة وفي أيّ موقف ستروننا أوّل من يقف في خدمتكم، كلّ الثقة وكلّ الاعتزاز لدينا بالقوّات الأمنيّة سواء قيادة العمليّات في كركوك وكذلك الحشد الشعبيّ في كركوك وبالتحديد اللواء السادس عشر الذي تنضمّ معه قوّة مدرّعة من فرقة العبّاس(عليه السلام) وتعمل بإمرته، لدينا ثقة عالية أنّ هذه القوّات قادرة ومتمكّنة من الدفاع عن هذه القصبة العزيزة الغالية الشريفة".
واختتم: "أجدّد الشكر والعرفان والامتنان لكلّ من استجاب لدعوتنا، ونعذر من تعسّر عليه الحضور الى هذه القصبة العزيزة، أخيراً أبلغكم سلام المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد الصافي (دام عزّه) وكلّ المقاتلين في فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة، والسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: