الى

اختتام الجلسات البحثية لمؤتمر عاشوراء السنوي الأول في أسطنبول بمشاركة العتبات المقدسة في العراق

جانب من الجلسة
أختتمت عصر يوم الأحد 3محرم 1434 هـ الموافق 18تشرين الثاني 2012 الجلسات البحثية لمؤتمر عاشوراء السنوي الأول، وتعد هذه الجلسة هي آخر جلسات البحوث ضمن فعاليات المؤتمر ، حيث كانت ضمن منهاج اليوم الأول منه .
وأقيمت هذه الجلسة على قاعة قصر السبتجلير في مدينة أسطنبول التركية وبحضور واسع ، وتم خلالها مناقشة اربعة بحوث لباحثين من فرنسا وتركيا والعراق .
وكان البحث الأول للأستاذ يفون الكسندرمن فرنسا وهو باحث في الشان الأسلامي وتناول في بحثه (أثر التنشئة الأسرية في تشكيل العقيدة) وتقصى فيه محطات متباعدة من عمر الإمام الحسين عليه السلام، ونقل مشاهد منها، تعبر عن الكيفية التي غرست فيها بذور الخلق المحمدي الأصيل في نفسه، والنحو الذي تم به تعهّدها ورعايتها من قبل الجد صلى الله عليه وآله وسلم، والأب أمير المؤمنين عليه السلام، والأم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلوات والسلام.
وقد راح الباحث يتابع أثر تلك المحطات في شخصية الأمام المعصوم عليه السلام، وربط الباحث ذلك الأثر في نفسيته وشخصيته، على المجتمع حوله، سواء أكانوا من أتباعه، أو من غيرهم، وكيف ضرب المثل في التعامل الانساني، وصار ذلك المثل أنموذجا يقتدى في كل عصور الإنسانية.
وقد استشهد الباحث ـ كيما يقنع قارئه ، أو سامعه ــ بالأمثلة الواقعية من صميم حياته الشخصية، وكيف ينشأ الطفل في بيته وفي مجتمعه، وراح يقارن بين الفوارق الفردية وأثرها في العقيدة.
ومن إيران كان البحث الثاني للأستاذ كليم أسدي وقد رصد في بحثه جملة من الموضوعات المرتبطة بمودة آل البيت عليهم السلام، التي كانت مقابلا أو مكافئا لأجر الرسالة المحمدية على صاحبها وآله الصلاة والسلام، وأثر تلك المودة في تشكيل دلالة الإبداع، وقد بدأ مشاركته بقراءة قصيدة شعرية من الأدب التركي وهي من القصائد الرائجة المحفوظة عند أتباع آل البيت عليهم السلام في تركيا، ثم جعلها منطلقا لحديث عن النهضة الحسينية وطبيعتها، وعمقها التاريخي، وامتدادها الطبيعي برسالة خاتم الأنبياء، وكيف أن تلك النهضة جاءت لتصحح بعض المسارات التي انحرف فيها أتباع تلك الرسالة عن طريق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وكيف أن ذلك التصحيح يمكن أن يكون مسارا يسلكه قادة التاريخ في محطات التغيير والتصحيح.
بعدها جاء دور الباحث العراقي الدكتور مشتاق عباس معن من جامعة بغداد وبعنوان( تنميط النهضة الحسينية ومستويات الوعي بها- مقاربة ثقافية) وكان على شكل دراسة أرتكزت على ثلاثة مرتكزات : الثقافة / الوعي / التنميط ، وبين أن الوعي بالمعلومة ينعكس على ثقافة الأفراد أو الجماعات سلوكاً ، وبه تتوزع الأشياء والمفاهيم على أنماط حسب معايير محددة ، وحاول الباحث أن يكشف تنميط النهضة الحسينية بوصفها (معلومة / واقعة) توزعت حسب معيار ثقافة الباحثين أو الدارسين ، فكانت الأنماط التي توقفت عندها الدراسة ثلاثة أنماط ، لا نزعم أنها الوحيدة لكنها – حسب تقدير الباحث – الأهم.ونجملها بـ :
1-النمط الشعبي الذي أنتج ثقافة التهويل.
2-النمط التاريخي الذي أنتج ثقافة التهوين.
3-النمط الإنساني الشامل الذي أنتج ثقافة ( الإنموذج / القدوة )
وأستشهد الباحث بعدد من الأحاديث النبوية التي تدل على هذه الأنماط.
وفي ختام بحثه أكد على ضرورة تفعيل النمط الأخير كونه يكشف الوظيفة الرئيسية للنهضة الحسينية، فهي التي تعمّق فكرة القدوة الحسينية الإنسانية الشاملة الساعية للإصلاح التي هي امتداد للقدوة النبوية الأم.
ليكون مسك ختام هذه الجلسات لبحث قدمه الدكتور عباس الددة الموسوي من العراق جامعة بابل/ كلية التربية للعلوم الإنسانية (المرويّات الطفّـــيـــة : السرد على رؤوس الأشهاد) حاول الباحث أن يتأمل لحظة من لحظات التاريخ، الأكثر تأثيرا، وفاعلية، وهي واقعة عاشوراء، وتساءل عن آليات كتابتها، وعن وسائلها وغاياتها، وعن تجليها على النحو الذي عبرت به حدود الزمن والمكان، وقاومت الميول والأهواء والنزوعات.
وتوصل الباحث في بحثه إلى أنه: وعلى شاكلة نهج الإمام الحسين عليه السلام، قيض لوقائعه، مثلما قيض للمرويات الطفية، أن لا تتم في حلقة مغلقة، دائرة معزولة، في فضاء مظلم، بل مُثِّلت على قارعة العلانية، فأتاح ذلك لها أكثر من لسان، وهو أمر جعلها تشيع، حدّ أن لا تخفى منها خافية، وأن تكون موشورية، وأن تجري على رؤوس الأشهاد.
ومن خلال استعراضه لكثير من المرويات الطفية اثبت البحث أنه: في المروية الطفّية، ثمة دوما، شخصيات لا قصصية، إن صحّ الوصف، وليست هامشية، أو أن دورها هامشي، صحيح أنها في المتن الحكائي كذلك، حيث تُسند إليها مهام هامشية في دنيا الواقع، لكنها في المبنى الحكائي، ليست هامشية، هي دون ذلك بكثير، بل أن وجود الكثير من نماذجها كعدمه، لكنها ستكون من حيث الروي، عضوا من أعضاء ما أسماه بــ(روافد الإسناد الخفية) ممن يظهرون على سطح المرويات، بين حين وآخر، دون تكليف، ودونما قصدية، فيكون في ظهورهم تعضيد سلاسل الروي، أو تعزيز صحة المروية. إنهم، أحيانا، قرائن تسعف المتلقي في ملء فجوات الأسئلة.
ومن الجدير بذكره ‏ ان الغاية من أقامة هذه الجلسات البحثية هي دراسة القضية الحسينية من عدة جوانب واتجاهات لأنها أستوعبت كافة مناحي الفكر والعقيدة الإسلامية (الأسلام محمدي الوجود حسيني البقاء)، من هذا المنطلق كان لزاماً تعريف الناس بعظم الدور الذي نهض به سيد الشهداء عليه السلام في واقعة الطف، فهو عليه السلام داعية اصلاح ومصحح مسار، وهذا ما ستناقشه البحوث الملقاة في هذا المؤتمر وبأسلوب علمي وأكاديمي حديث.
يذكر أن المؤتمر يضم فعاليات الكلمات والبحوث والدراسات الحوزوية والأكاديمية ومعارض لبعض نتاجات العتبات المقدسة في العراق ويقام برعايتها وبالتعاون مع مؤسسة آل البيت في تركيا.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: