الى

على هامش فعّاليات مهرجان الإمام الحسن (عليه السلام): العتبةُ الكاظميّة المقدّسة تُكرِّم مجموعةً من عوائل الشهداء في محافظة بابل

المهرجان الثقافيّ السنويّ المركزيّ الثاني عشر لولادة كريم آل البيت(عليهم السلام)، الذي ستنطلق فعّالياته ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، يضمّ منهاجه فعالياتٍ استباقيّة عديدة، منها يوم للاحتفاء وتكريم عوائل الشهداء من قبل العتبة الكاظميّة المقدّسة بالتعاون مع الهيأة العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن(عليه السلام) ومؤسّسة العين للرعاية الاجتماعيّة، وذلك مساء يوم أمس الأحد (13 رمضان 1440هـ) الموافق لـ(19 آيار 2019م) على حدائق مقام ردّ الشمس في محافظة بابل، وبحضورٍ كبيرٍ ضمّ شخصيّاتٍ دينيّة وثقافيّة وفكريّة فضلاً عن ذوي الشهداء.
استُهلّ الحفلُ بتلاوة آياتٍ مباركات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، تلتها مراسيمُ رفع راية قبّة الإمامين الجوادين(عليهما السلام) على سارية المقام الشريف.
أعقبت ذلك كلمةٌ ترحيبيّة من قِبل الهيأة العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن(عليه السلام)، ألقاها نائبُها الأستاذ عبد الرضا مخيف، ورحّب فيها بالحضور مثنياً في الوقت نفسه على هذه المبادرة التي تنمّ عن شعورٍ بالمسؤولية تجاه هذه الفئة وهم ذوو الشهداء، الذين بفضل دمائهم بقي العراق سالماً وأبيّاً، وإنّ هذا التكريم ما هو إلّا شيءٌ قليل للإيفاء بحقّهم وواجبنا تجاه هذه العوائل الكريمة.
جاءت بعدها كلمةٌ للأمانة العامّة للعتبة الكاظميّة المقدّسة ألقاها عضو مجلس الإدارة الحاج محمد البنّاء، وبيّن فيها: "لقد جاد زمانُنا برجلٍ عظيم لهُ نصيبٌ كبيرٌ من الشموليّة والموسوعيّة ودقّة النظرِ ورصانة الرأي، عنَيتُ بذلك آيةَ الله العظمى السيد عليّ الحُسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف)، فحسبُنا من هذا الرجل العظيم أنّ كاهلهُ تحمّل مسؤوليةَ اتّخاذ قراراتٍ حازمةٍ وسط ظرفٍ مشحونٍ بالخطر، بعد أن بلغَ الاضطرابُ السياسيّ ذروتهُ، وارتفع البطشُ إلى أوجه، إلّا أنّ تلكَ المعوّقاتِ لم تذهب بهمَّته ولم تقلّل من رغبته في خدمة المؤمنين والذودِ عن حياضِهم، فلم يجد سماحتهُ -وهو الأبُ الروحيّ لهم- فرصةً سانحةً ولا وسيلةً ممكنةً أو مناسبةً إلّا واتّبعها لخدمة الناس، فكان وما زالَ وسيبقى هذا الجهْبذُ يحمل في وجدانهِ وخلجاتِ نفسهِ وحنايا روحهِ الدفاع عن مصلحةِ العراق العُليا، ومسؤوليّتهِ المباشرةِ تجاه شعبهِ فيما يعانيهِ، وهو يتطلّعُ على الدوام إلى ما يدفعُ بهم إلى الشوط المتقدّم".
وأضاف: "إنّ مسيرة المقاتلين والمدافعين عن تربة هذه الوطن ليس لها إلّا أن تتوّج بإحدى الحُسنيَيْن إمّا نصرٍ أو شهادةٍ، وما الشهادة إلّا حياةُ النصر، وبالشهادة يثبتُ الشهيدُ حياتهُ، فهو حيٌّ عند اللهِ يُرزق وعند الناس محترمٌ ومكرّمٌ".
بعدها كانت هناك محاضرةٌ لفضيلة الشيخ عماد الكاظمي استعرض خلالها شذراتٍ من سيرة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) وفضائله ومناقبه، كما بيّن دور المرجعيّة المباركة في خلافة الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، موضّحاً فضائل ومقام المقاتلين وعوائلهم ودورهم العظيم في الدفاع عن المقدّسات، مؤكّداً على ضرورة اغتنام هذه النعمة التي أفاضها الله تعالى على عباده وهو التقرّب بهؤلاء الأسر إلى الله تعالى والنظر إليهم بقدسيّة لأجل قضاء حوائجهم.
هذا وقد تخلّلت الحفل مشاركةٌ لفرقة إنشاد العتبة المقدّسة، ومشاركةٌ للشاعر عامر عزيز الأنباري بقصيدةٍ ولائيّة في هذه المناسبة المباركة، واختتم الحفلُ بتوزيع الهدايا المادّية والمعنويّة على أسر الشهداء من بركات الإمامين الجوادين(عليهما السلام) وتكريم المساهمين في إقامة هذه الفعّالية بشهادات تقديريّة ودروع.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: