حريٌّ بالدنيا أن تتّشح بالسواد ويعتليها الحزن والأسى بذكرى فاجعة شهادة أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام)، نعم هكذا شاء الله تعالى أن يحمل شهر رمضان المبارك بين أحداثه أعظم فاجعةٍ مرّت على المسلمين بعد فَقْدِ نبيّهم(صلّى الله عليه وآله)، فاجعة تُدمي قلوب محبّي أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم في شرق الأرض وغربها، وبهذا المصاب الجلل الذي تجدّدت فيه مصائب آل بيت الرسالة(صلوات الله عليهم) واستذكاراً له ومواساةً لهم وحالُها حال بقيّة العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة في العراق، فقد اكتست العتبةُ العبّاسية المقدّسة ثوب الحداد ولبست أبراد الحزن والأسى، واتّشح جدارُ الصحن الشريف للمرقد الطاهر لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بالسواد، وعُلّقت عليه لافتاتٌ حملت الروايات الشريفة التي تستذكر الفاجعة الأليمة، ورُفعت الراياتُ السود وأُنيرت المصابيحُ الحمراء، وذلك تعظيماً لهذه المناسبة الأليمة ومواساةً للرسول وأهل بيته(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام).
هذا وقد أعدّت العتبةُ العبّاسية المقدّسة منهاجاً عزائيّاً لإحياء هذه المناسبة الأليمة ضمّ ما يأتي:
- إقامة مجلس العزاء السنويّ للعتبة العبّاسية المقدّسة الذي يُقام في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
- توزيع وجبات إفطار على الزائرين باسم أمير المؤمنين(عليه السلام).
- إقامة مجلس عزاء في قاعة تشريفات العتبة المقدّسة لخدّام المرقد الطاهر ويستمرّ لثلاثة أيّام.
- استضافة الشيخ الدكتور محمد جمعة ليُلقي محاضراتٍ تخصّ هذه المناسبة، وذلك بمجلسٍ يُقام مساء كلّ يوم.
- استقبال المعزّين بهذه المناسبة ومواكب العزاء من داخل وخارج كربلاء المقدّسة.
وهذه هي أبرز الأمور العزائيّة التي ستقوم بها العتبةُ المقدّسة خلال هذه الأيّام الثلاثة، بالإضافة الى أمور خدميّة أخرى عكفت على تقديمها منذ حلول شهر رمضان المبارك.