الى

اختتام أكبر عزاء حسيني في العالم بنجاح أمني وخدمي.. (عزاء ركضة طويريج المليوني)

جانب من الموكب
أختتم أكبر عزاء حسيني في العالم وهو عزاء ركضة طويريج المليوني بنجاح أمني وخدمي وتنظيمي، هذا ما صرح به نائب الأمين العام للعتبة العباسية المهندس بشير محمد جاسم .
فقد أنطلق بعد صلاة الظهر اليوم الأحد 10 محرم 1434 هـ الموافق 25 تشرين الثاني 2012 م أكبر عزاء حسيني تشهده المعمورة، عزاء (ركضة طويريج) المليوني، حيث خرجت حشود المؤمنين من الزائرين وأهل محافظة كربلاء المقدسة وكعادتهم سنوياً، معزين الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه باستشهاد جده أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار، وصحبه الأخيار عليهم السلام.

وجرت العادة ككل عام وكما هي عليه منذ قرون حيث تأسس هذا العزاء، واشتهر على يد أهالي مدينة طويريج (20 كم جنوب شرق كربلاء المقدسة)، تتجمع أفواج المؤمنين في مدخل كربلاء على طريق (طويريج)، قرب القنطرة المعروفة هناك بـ(السلام).

فيجتمع مع أهالي طويريج، أهالي كربلاء المقدسة والكثير من محافظات العراق، حتى تصل أعدادهم إلى أكثر من مليوني معزٍ، ومعهم وخلال مسارات العزاء داخل المدينة، يدخل بعض المعزين من دول عربية وإسلامية، بينهم دول آسيوية وأفريقية وأوربية وأمريكية.
وينطلق المعزون من تلك النقطة، مهرولين باتجاه شارع الجمهورية قاطعين بضعة كيلومترات قبل أن يصلوا العتبة الحسينية المقدسة، ولشدة الزحام فقد فتحت عدة أبواب للدخول إلى الصحن الشريف حيث يصادف دخولهم بعد أدائهم صلاتي الظهر والعصر، وهي الفترة التي جرت فيها ملحمة الطف الخالدة.

كيف ينطلق الموكب..؟؟
بمجرد انتهاء الصلاتين، ينطلق العزاء هادراً بصوت واحد (يا حسين)، ليدخل العتبة الحسينية المقدسة، ولسان حالهم يقول: يا ليتنا كنا معكم يا أبا عبد الله الحسين، فننصرك بدمائنا ومهجنا... حيث إن مبدأ تمني النصرة من قبل هذه الجموع هو أحد مرتكزات فلسفة هذه الركضة.

ويستمر العزاء هادراً كالسيل ولمدة أربع ساعات تقريباً وحناجرهم تصدح بالهتافات التي تجسد الفاجعة ومن أشهر هذه الردات ( أبد والله ما ننسى حسيناه، ولبيك ياحسين، هالله هالله حسين وينه بالسيوف مكطعينه، هاليوم هاليوم نعزي فاطمة، ويا عباس جيب الماي لسكينه، وإلحك يابونه ياعلي لخيام حركوهه)، بعدها يخرج من العتبة الحسينة متجهاً صوب ساحة بين الحرمين مستذكرين ملحمة الطف الخالدة حيث كانت رحاها تدور هنا، يوم كان الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه يقاتلون ذائدين عن الاسلام، ليبقوا جذوته متقدة، وليحموا أحكامه من المحو والتزييف.

وهكذا تتوجه الجموع مهرولة صوب مرقد قمر العشيرة وحامل لواء سيد الشهداء، أبي الفضل العباس، عليهما السلام، مستذكرة ذلك الإباء الهاشمي، وتلك التضحية التي لم يُر لها مثيلاً قط، فتدخل صحنه المبارك، وهم في كل ذلك لاطمين الرؤوس، وصارخين بأعلى الصوت، بشعارات الثورة الحسينية التي علمت الأحرار في كل العالم كيف ينتصر الدم على السيف، فينتصر الحق على الباطل.

بعد ذلك يتوجه المعزون من خلال شارع قبلة حرم ابي الفضل العباس عليه السلام، ثم في شارع الجمهورية، متجهين صوب مقام خيام الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، حيث تجري مراسيم حرق الخيام الرمزية لهم، ثم يتوجهون بعد انتهاء الركضة، نحو العتبة الحسينية المقدسة مرة أخرى، حيث يقرأ عزاء أهالي طويريج ويختتم بعدها، هذا العزاء السنوي.

وهكذا ورغم تعاقب السنين يستمر هذا العزاء سنوياً مذكراً بأن للإمام الحسين عليه السلام أنصاراً في كل زمان ومكان.

ولضخامة هذا العزاء المليوني فإنه يحتاج إلى جهد أمني وتنظيمي ضخم، بسبب الاستهداف المستمر لمن يحيي الشعائر الحسينية من قبل التكفيريين، وخاصة لهذا العزاء، وقد تبنت إدارة العتبتين المقدستين منذ تأسيسهما بعد سقوط الطاغية، ومن خلال أقسامها المعنية، تلك العملية في منطقة عتبات كربلاء المقدسة، وخاصة قسمي حفظ النظام في العتبتين المقدستين حيث استنفرا جهودهما للحفاظ على أرواح الزائرين، من خلال تكثيف الدوريات الراجلة ونشر اجهزة كشف المتفجرات بشكل أكبر يعاضدها، في المنطقة فوج حماية الحرمين الشريفين، فيما تتولى وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني عمليات ضبط الأمن في باقي مسارات العزاء منذ انطلاقه وحتى وصوله حدود منطقة عتبات كربلاء المقدسة.

في وقت سابق من منتصف الاسبوع الماضي أعلن نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس بشير محمد جاسم لشبكة (الكفيل) " ان الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة استكملت استعدادتها الأمنية والخدمية والتنظيمية لاستقبال مئات الآلاف من المعزين الذين سيشاركون بإحياء عزاء ركضة طويريج، في العاشر من محرم الحرام ".

مبيناً "إن إدارة العتبة المقدسة قد أصدرت تعليماتها إلى كافة أقسام العتبة بإيقاف منح الإجازات لمنتسبيها، استعداداً ليوم العاشر من محرم الحرام، كما خولت الإدارة رئاسات الأقسام كلٌ حسب حاجته واختصاصه، بإعلان حالات الإنذار الجزئي والكلي في أقسامهم بجعل الدوام 12 ساعة أو 24ساعة، إذ أن هناك أقسام خدمية في النظافة والإطعام وأخرى تنظيمية وهندسية وإعلامية وثقافية وغيرها، ولكل منها حاجته في فرض عدد أيام الإنذار وساعاته التي تحقق الهدف الأمثل في إنجاح هذه الزيارة المهمة، وكما حصل من نجاح وانتهاءٍ بسلام لمراسيم كل الزيارات المليونية وأشباهها منذ سقوط الطاغية في 9نيسان 2003م، ولحد الآن، بحمد الله وببركة صاحبي المرقدين الإمام الحسين وأبي الفضل العباس عليهما السلام".

وهذا الامر نفسه في العتبة الحسينية المقدسة والقسم المشترك بين العتبيتن (قسم حماية ورعاية بين الحرمين)، حيث الاستعدادات على أشدها، لإنجاح هذا العزاء المليوني وكما في كل عام.
من جهته اعلن رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الاسلامي التابع للأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحاج رياض نعمة السلمان عن "حشد جميع الاستعداد التنظيمية التي ساهمت في استقبال مواكب العزاء المشاركة في ركضة طويريج المليونية، ونشر القسم كوادره التي ساهمت في تسهيل انسيايبة الحشود الراكضة على مسافة (5)كيلومترات تقريبا، وذلك ًبالتعاون مع قسمي حفظ النظام في العتبتين وقسم حماية ورعاية بين الحرمين وقسم الاتصالات السلكية واللاسلكية في العتبة الحسينية المقدسة وشعبة الاتصالات في قسم الشؤون الهندسية ، والفنية في العتبة العباسية المقدسة، حيث ساهم هذين التشكيلين المهمين في توفير القاعدة المعلوماتية من خلال أجهزة الرقابة المرئية الأمنية المنتشرة على طول مسار الركضة، وأجهزة المخابرة اللاسلكية التي حملها منتسبو الأقسام المعنية في العتبتين المقدستين".

وأضاف السلمان " وهيأ قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الاسلامي إجراءات تنظيم موكب عزاء السبع عصر يوم العاشر من محرم الحرام، ومراسيم ليلة الوحشة منه والتي تضمنت رفع الآلاف من الشموع في العتبتين المقدسين وما بينهما ". وفي إطار توفير الاحتياطات الأمنية الحكومية لإنجاح زيارة عاشوراء المليونية، حشدت السلطات الامنية أكثر من (30) ألف عسكري مدعومين بطائرات وقناصة مع مفارز من الكلاب البوليسية لحماية حشود ملايين الزائرين الذين تدفقوا على مدينة كربلاء لإحياء مراسيم عاشوراء اليوم الأحد.
وقد باشر طيران القوة الجوية العراقية بطلعاته الجوية المكثفة بهدف تأمين الارض من خلال المسح الجوي ورصد التحركات المشبوهة خلال أيام زيارة العاشر من شهر محرم، واستمرت الطائرات بالتحليق حتى بعد انتهاء العزاء المليوني .
فيما أعلنت قيادة عمليات الفرات الأوسط في وقت سابق لوسائل الإعلام عن وجود تنسيق عال بين وزارتي الدفاع والداخلية وباقي القوى الساندة لتوفير الأجواء الأمنية لحشود الزائرين الذين يقدر عددهم بأكثر من أربعة ملايين زائر ووافد من داخل العراق ومن خارجه.
وقال قائد العمليات الفريق الركن عثمان الغانمي، إن هناك إسنادا كبيرا للخطة الأمنية الخاصة بزيارة العاشر من محرم من قبل قطاعات الدفاع والداخلية والقوى الساندة، مشيرا الى ان الأجهزة الأمنية والبالغ تعدادها 32 ألف عنصر أمني بمختلف صنوفها دخلت حالة الإنذار والإستنفار القصوى بالإضافة الى دعمها بأربعة أفواج من وزارتي الداخلية والدفاع.
وأوضح الغانمي، أن الخطة تتضمن تسيير الطيران الحربي والاستطلاعي لإرسال صور من الجو لمركز القيادة لمراقبة الشبكات الإرهابية، مشيرا الى أنه تم إلقاء القبض على 62 مطلوبا وفق المادة الرابعة إرهاب في شمال محافظتي كربلاء وبابل خلال الايام الماضية وذلك ضمن العمليات التي تنفذها كإجراءات استباقية، تحسبا لوقوع عمليات إرهابية".
وفي الجانب الإعلامي فقد نقل الحدث العديد من المحطات الفضائية بشكلٍ مباشر ونقلت أخرى بعضاً منه بشكلٍ تسجيلي حيث شاركت أكثر من 40 مؤسسه من قنوات فضائية ووكالات انباء واذاعات محلية وعالمية حيث وصل أعداد الإعلاميين إلى (300إعلامي ) ( مراسلين ومصورين وفنيين)، وقد قدمت الأمانتان العامتان التسهيلات اللازمة لعمل هذه المؤسسات والإعلاميين .
فيما كان لقناة كربلاء الفضائية وإعلامي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية الدور الأكبر في النقل الإعلامي سواء من خلال موقعيهما على الإنترنت (www.imamhussain.org)و(www.alkafeel.net)، وتسجيل العزاء من خلال وحدتي التصوير والمونتاج ونقله من خلال إذاعتي الروضة الحسينية المقدسة والكفيل.

كما كان لشبكة الكفيل ومن خلال نافذة الزيارة بالإنابة مساهمة فاعلة هذه السنة من خلال استقبال طلبات التسجيل للزيارة بالإنابة للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل وحالت دون وصولهم إلى كربلاء المقدسة فقد بين المسؤول عن هذه الخدمة في الشبكة الحاج أمين فرحان " استقبلنا خلال العشرة أيام الماضية على موقع الكفيل وبلغاته الثلاث العربي والإنكليزي الفارسي 14550 زائر ".

يذكر أن مدينة كربلاء المقدسة تشهد كل عام العديد من الزيارات المليونية ومنها زيارة عاشوراء، ونصف المليوينة ومنها ليالي الجمع، عدا ما يردها يوميا من آلاف الزائرين، حيث تصل بهم التقديرات شبه الرسمية سنويا إلى أكثر من خمسين مليون زائر، من العراق ومن أكثر من 25 بلداً، وقد تزايدت الأعداد خاصة بعد سقوط النظام الديكتاتوري البائد في 9/4/2003 م، وهو يمثل الرقم الأعلى للزوار في العالم للمدن المقدسة فيه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: