مواساةً لأهل بيت النبوّة(عليهم السلام) واستذكاراً لما ألمّ بهم في مثل هذا اليوم من عام (148هـ)، خرج الموالون والمحبّون كعادتهم في كلّ عام لإحياء ذكرى الفاجعة الأليمة التي أقرحت قلوب المؤمنين في شتّى بقاع الأرض، ألا وهي ذكرى استشهاد الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)، حيث بدأت مواكبُ العزاء صباح اليوم السبت (25 شوّال1440هـ) الموافق لـ(29حزيران 2019م) تتوافد الى مرقد المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مقدّمةً عزاءها بهذا المصاب الجلل.
المسيراتُ العزائيّة انطلقت من الطرق المؤدّية الى مرقد ساقي عطاشى كربلاء(عليه السلام)، حيث صدحت حناجرهم في حضرته بالقصائد والكلمات التي عبّرت عن الألم الشديد الذي يعتري قلوبهم بمناسبة هذه الذكرى الحزينة، ثمّ على نفس الوقع الحزين اتّجهوا يساراً من خلال بوّابة الإمام الحسن(عليه السلام) الى مرقد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين لطماً وهتافاً، ليختموا عزاءهم في صحن أبي الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).
رئيسُ قسم المواكب والشعائر الحسينيّة في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية الحاج رياض نعمة السلمان تحدّث لشبكة الكفيل قائلاً: "كما جرت العادة في كلّ ذكرى وفاةٍ للأئمّة الأطهار ينطلق عددٌ من المواكب الحسينيّة الكربلائيّة من أطرافها وهيئاتها لإحياء تلك المناسبات الأليمة، انطلاقاً من منطقة باب بغداد وصولاً الى العتبة العبّاسية المقدّسة مروراً بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين وختاماً بالصحن الحسينيّ الشريف".
من جهةٍ أخرى أعدّت العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية كعادتهما في استذكار وإحياء مناسبات ولادات ووفيات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، برنامجاً عزائيّاً اشتمل على العديد من الفقرات العزائيّة التي جسّدت هذه المصيبة، حيث اتّشح صحنا أبي عبدالله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) بالسواد وانتشرت مظاهر الحزن في جميع أرجائهما.