الى

بالصور ... مكتبةُ فهارس المخطوطات التخصّصية في العتبة العبّاسية المقدّسة قنديلٌ منيرٌ في سماء الثقافة العراقيّة

عند دخولك لمركز فهرسة المخطوطات التابع لمكتبة العتبة العبّاسية المقدّسة، تجذبك العناوين وتتنقل بك عبر عصور وأزمنة ما زالت عابقةً بتراثها وتاريخها العلميّ والثقافيّ، فالفهارس بصورةٍ عامّة هي مفتاحٌ للمحقّق والباحث، فهي عمليّةُ نقل محتوى المخطوط أو الوثيقة الى صورةٍ مختزلة تمكّن الباحث من وضع قدمٍ له نحو المصدر.
سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وبرعايةٍ بالغة الأهميّة من لدنه، وجّه بتأهيل مكتبة العتبة العبّاسية المقدّسة فبدأت بالتوسّع والتطوّر، حيث تمّ افتتاح ثلاثة مراكز تابعة لها كان أحدها هو (مركز تصوير المخطوطات وفهرستها)، الذي تمّ من خلاله إنشاء مكتبةٍ تخصّصية سُمّيت بـ(فهارس المخطوطات) التي تُعتبر جزءً من المكتبة العامّة والمركزيّة للعتبة المقدّسة.
ويتّضح أنّ فكرة تأسيس هذه المكتبة التخصّصية جاءت لتيسير الطريق أمام الباحثين والأكاديميّين، حيث أنّه في السابق كان الباحث يتنقّل بين المدن ومكتباتها من أجل الحصول على عنوان أو مصدر يُمكنه الاستفادة منه في بحثه، وهنا جوهر الأمر الذي جاءت منه فكرة جمع فهارس المخطوطات الموجودة في العالم، حيث بدأ مركزُ المخطوطات وفهرستها بجمع الفهارس في مدّةٍ زمنيّة استغرقت أربع الى خمس سنوات.
مسؤولُ مركز تصوير المحطوطات وفهرستها الأستاذ صلاح مهدي عبد الوهّاب، تحدّث عن هذه المكتبة المتخصّصة مبيّناً: "بعد عام (2003م) أولت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا في النجف الأشرف أهمّيةً كُبرى لمكتبات كربلاء المقدّسة، لكونها تعرّضت الى الاندثار والتلف بسبب السياسات الطائشة للنظام البائد، ممّا جعل بعضها يتلاشى بالإضافة الى ضياع الكثير من مصادرها".
مشيراً الى: "أنّ هناك وفوداً من خارج العراق جاءوا قاصدين لهذه المكتبة، لما تختزله لهم من جهدٍ وعناء في عمليّة البحث عن مصدرٍ معيّن".
وفي السياق نفسه أوضح مسؤولُ مكتبة فهارس المخطوطات التخصّصية الأستاذ ثابت محسن: "إنّ هذه المكتبة لها الريادة، فهي الأولى في تاريخ العراق بالنسبة لمكتبةٍ تخصصيّة في فهارس المخطوطات، وهي الأولى والوحيدة في العراق".
وأضاف: "المكتبة تحتوي على أكثر من (1.500) عنوان من فهارس المخطوطات والوثائق، وكتب المكتبات مقسمة على ما يقرب من (20) دولةً عربيّة ومثلها دولة أجنبيّة، وهناك (5.000) عنوان رقميّ بصيغة (pdf) يوجد في المكتبة".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: