الى

الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة تُثني على ما قدّمه روّادُ الطبّ في العراق من خدمةٍ للإنسان والمجتمع

أثنت الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة على ما قدّمه روّادُ الطبّ في العراق، مؤكّدةً أنّ كلّ ما قدّموه في طريق خدمة الإنسان هو في عين الرعاية والتقدير، وأنّ ما زرعوه في سنين عملهم السابقة آتى أُكله فكان عملاً يذكره الإنسان بالذكر الحسن وكان علماً يُتَناقل من جيلٍ الى جيل.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الدكتور عبّاس رشيد الموسوي في حفل تكريم روّاد الطبّ في العراق، الذي أقامه مستشفى الكفيل التخصّصي مساء هذا اليوم الجمعة (14 ذي الحجّة 1440هـ) الموافق لـ(16 آب 2019م)، على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمناسبات والمؤتمرات.
وجاء في كلمة الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة: "بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ)، مثلما كانت خدمةُ زائر المرقد الشريف غايةً سامية وضعتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بسماحة السيّد المتولّي الشرعيّ والأمانة العامّة نصب أعينها، وهي ترسم رؤيتها ورسالتها، صار الاهتمام بالإنسان أنّى كان وأيّاً كان غايةً تعزيزيّة أولتها الرعاية وقدّمتها في سلسلة أولويّاتها.
فكانت العناية بكلّ ما يمتّ الى بناء شخصيّة الإنسان بصلة، وبكلّ ما يوفّر له أمنه الثقافيّ وما يوقّره ويرفع شأنه ويوصله الى حيث أرادت الإرادة الإلهيّة له أن يكون، واهتمّت بصون فكره من كلّ طارئ على ثقافته واهتمّت بكينونته في دنياه، طمعاً في أن يحظى بسعادة الدارين الأولى والآخرة، والتمست الى ذلك السبيل تلو السبيل، فكان سبيل التربية سبيل ريادةٍ في مشروع العتبة الفكريّ، وكان سبيل الصحّة سبيل جدةٍ وتميّز وتفرّد.
ومثلما أرادت لزاده المعرفيّ أن يكون على مقاس ما اعتقدت به من هديها المستنمى بهدي المرجعيّة الرشيدة (أدام الله ظلّ رجالاتها) الموصولة بحبل أهل البيت(عليهم السلام) وبالنبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) ورسالته السمحاء، مثلما أرادت لزاده المعرفيّ أن يكون هكذا أرادت لبدنه السلامة ومشت في هذا الدرب خطواتٍ نحسبها موفّقة، ومثلما اهتمّت به اهتمّت بأهل التخصّص ووجدت فيهم الحلّ الأمثل، فمنهم نبدأ وبهم ننتهي، فقرّبتهم والتمست الى رعايتهم وسائلها، ومنها أنّه لا حدّ للتخصّص نقف عنده ولا مكان نهائيّ نصل اليه ولا زمان نقف عنده، فشجّعتهم على تطوير أنفسهم وتدرّبوا ليرتقوا في مجالاتهم، وليرتقي بهم طلّابهم والعاملون معهم.
نلتقي هنا اليوم لنشعر روّاد الطبّ في العراق أنّ كلّ ما قدّموه في طريق خدمة الإنسان هو في عين الرعاية والتقدير، وأنّ ما زرعوه في سنين عملهم السابقة آتى أُكله فكان عملاً يذكره الإنسان بالذكر الحسن وكان علماً يتناقل من جيلٍ الى جيل.
أنتم هنا يا روّاد طبّ العراق لا نباهي بعددكم الأمم، فالأمم كلّ الأمم الراهنة تعلم حقّ اليقين أنّه ما من مجال راقٍ عندهم إلّا وكانت فيه بصمةٌ لمغتربٍ عراقيّ، الى حدّ أنّ أقطاب الطبّ وأعمدته في بعض الدول العظمى هم عراقيّون.
فأنتم هنا يا روّاد الطبّ في العراق لا لنتباهى في عددكم وإنّما لننبّه عيون إخوتنا اليكم، نعم.. فبلدنا وليدٌ لا يكفّ عن إبداع مثلما لا يكفّ عن حياة، منذ أن قدّر الله تعالى له أن يبتدع الحرف من عالم ويعلّمه الكتابة.
أنتم هنا أيّها الروّاد لتوصلوا رسالةً الى الآخر أنّ العراق بلدُ طاقات لابُدّ أن تسخّر لخدمته والنهوض به، أنتم هنا أيّها الروّاد لتُشعروا الجيل المقبل أنّكم أبدعتم بما توفَّرَ لكم من إمكاناتٍ بسيطة ومكثتم في بلدكم قانعين راغبين فيه عن سواه، ولن تجدوا عنه بدلاً ولا إلى غيره منتقلاً، تحمّلتم صعوبة ظرفه و وعورة أيّامه وفزتم برضى أهله، ونحن في العتبة العبّاسية المقدّسة نشكركم عن أهله ونشدّ على أياديكم النبيلة، ونكتب سيركم بحروفٍ من نور تحت قِباب النور لصاحب الوفاء والإباء والإيثار أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمدٍ وآله الطيّبين الطاهرين".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: