الى

ممثّلُ العتبة العبّاسية المقدّسة في مؤتمر إفلا من أثينا: العتبةُ المقدّسة تبنّت مشاريع وطنيّة أسهمت في النهوض بالواقع العراقيّ وتعميم الفائدة على المجتمع وخدمته

ضمن فعّاليات مؤتمر إفلا (IFLA) العالميّ للمعلومات والمكتبات الخامس والثمانين الذي يُقيمه الاتّحادُ الدوليّ لجمعيّات ومؤسّسات المكتبات، والمُقام حاليّاً في العاصمة اليونانيّة أثينا، عُقدت مساء يوم أمس السبت (٢٣ ذي الحجّة ١٤٤٠هـ) الموافق لـ(24 آب 2019م) جلسةٌ للوفود العربيّة المشاركة في المؤتمر، تضمّنت كلمةً لمكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدّسة وحملت عنوان: (الإفلا ومكتبة العتبة العبّاسية... إنجازاتٌ على أرض الواقع)، ألقاها معاونُ رئيس قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة الأستاذ عقيل عبد الحسين الياسري، وجاء فيها:
"من أرض الرافدين، بلد الأنبياء والمقدّسات، عراق الحضارات، أحمل لكم أطيب التحايا والسلام، وأتقدّم بشكري وتقديري للاتّحاد الدوليّ لجمعيّات ومؤسّسات المكتبات (الإفلا)، وجميع القائمين على هذه الجلسة لإتاحة هذه الفرصة القيّمة للتواجد بين زملائنا المكتبيّين".
وأضاف: "بدايةً قد يتساءل البعض ما الذي يعنيه اسم مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، إنّ المكتبة هي واحدةٌ من صروح المؤسّسة التي تنتمي إليها ألا وهي العتبة العبّاسية المقدّسة، وإنّ العتبة المقدّسة هي مؤسّسةٌ دينيّة ثقافيّة علميّة إنسانيّة، انبثقت من مرقد العبّاس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)".
وأكّد الياسري: "إنّ من أهداف العتبة المقدّسة هو خدمة المجتمع العراقيّ والسعي الى تأسيس مراكز علميّة وثقافيّة وجامعات ومجلّات محكّمة وإقامة المهرجانات والمؤتمرات، إضافةً الى تبنّيها للمشاريع الوطنيّة التي من شأنها النهوض بالواقع العراقيّ وتعميم الفائدة على مجتمعاتنا العربيّة بصورةٍ خاصّة والمجتمعات الأخرى بصورةٍ عامّة".
مشيراً: "وما مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة إلّا دليلٌ واضح وجليّ لتبنّي النشاطات الفكريّة والثقافيّة من قبل إدارة العتبة، فبعد انضمام المكتبة الى عضويّة الاتّحاد الدوليّ لجمعيّات ومؤسّسات المكتبات سنة (2018) بادرت مكتبتُنا الى تحقيق جملةٍ من المشاريع ذات الأهداف المشتركة التي من شأنها تطوير عمل عموم المكتبات العراقيّة، وبما يتوافق مع الأهداف المنشودة التي يتطلّع إليها (الإفلا).. لتخدم الباحثين والمستفيدين وكلّ طالبٍ للعلم والمعرفة في مختلف أرجاء العالم".
وقد استعرض الياسري جملةً من المشاريع التي تبنّتها المكتبةُ ومنها:
- اعتماد مكتبة العتبة العبّاسية المقدّسة من قبل الاتّحاد الدوليّ لجمعيّات ومؤسّسات المكتبات (IFLA) كمساهمٍ رسميّ في رفع بيانات المكتبات العراقيّة على الخارطة الدوليّة للمكتبات، بعد أن حقّقت جميع المتطلّبات والشروط الخاصّة (Library Map Of The World) بالاتّحاد، ليكون العراق سادس دولةٍ عربيّة ترفع بيانات مكتباتها على تلك الخارطة، فبعد أن عملت مكتبةُ العتبة العبّاسية المقدّسة وعلى مدى أشهر بجمع وتشذيب وترتيب الإحصائيّات والبيانات الخاصّة بمكتبات العراق كافّة من شماله الى جنوبه، وبجميع فئاتها (وطنيّة - عامّة - جامعيّة - مدرسيّة - خاصّة)، ثمّ رفع تلك الإحصائيّات والبيانات الى خريطة مكتبات العالم، وبعد مشاركة مكتبتنا في المؤتمر الدوليّ للمكتبات والمعلومات (2018 WLIC) الذي عُقد في كوالالمبور العام الماضي، واللقاء المباشر بالقائمين على خريطة مكتبات العالم، تمّ اعتماد مكتبة العتبة العبّاسية المقدّسة المساهم الرسميّ الذي مَثّل العراق في خريطة مكتبات العالم.
- اعتماد مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة من قبل الاتّحاد الدوليّ لجمعيّات ومؤسّسات المكتبات (IFLA) كمنسّقٍ في العراق، لتطبيق أهداف التنمية المستدامة (2030م)، حيث سعت المكتبةُ الى تحقيق ما يُمكن تحقيقه من أهداف التنمية المستدامة (2030) التي وُضعت من قِبل منظّمة الأمم المتّحدة، وبالفعل تمّ تحقيق جملةٍ من الأهداف بعد أن تمّ اعتماد المكتبة كعضوٍ في ملفّ التنمية المستدامة في العراق من قبل وزارة التخطيط العراقيّة، ليتمّ عرضه لاحقاً في الأمم المتّحدة، وعلى هذا الأساس تمّت مشاركة المكتبة في مؤتمر استعراض ومناقشة التقرير الوطنيّ الطوعيّ الأوّل لرؤية التنمية المستدامة (2030) الذي أقامته وزارةُ التخطيط العراقيّة بالتعاون مع برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ.
- مشروع حفظ النتاج العلميّ العراقيّ، الذي يتلخّص بعمليّة رقمنة النتاجات العراقيّة الورقيّة القديمة التي لا تتوفّر منها نسخ إلكترونيّة.
وقد بدأت مكتبةُ العتبة العبّاسية بهذا المشروع بعد الحيف الذي وقع على مكتبة جامعة الموصل، والذي أدّى الى حرق وتلف عددٍ كبير من المصادر الورقيّة القديمة والمخطوطات الثمينة والكتب الحجريّة النادرة، إبّان اجتياح عصابات داعش الإرهابيّة لعددٍ من مدن العراق، إذ تمّ تقدير نسبة الخسائر في مصادر المعلومات الورقيّة الى قرابة 97%، فبعد أن بلغت مقتنياتها من مصادر المعلومات أكثر من مليون عنوان، تبقّى فقط ثلاثين ألف عنوان! أي ما يُعادل 3% فقط من محتوى المكتبة، فأردنا بهذا المشروع أن نحفظ نتاجات أبناء بلدنا وننقل التجربة الى العالم عن طريق منصّة (الإفلا) لتبادل الخبرات مع الزملاء.
- تمّ قبول بحثنا لهذه السنة الذي يتحدّث عن الاستعداد قبل وقوع الكارثة، والذي تمّ تحديده ضمن إطار (سنداي) التابع للأمم المتّحدة في الجلسة رقم 152 في يوم الثلاثاء المصادف(27 - 8).
واختتم الياسري: "نتمنّى أن نستفيد جميعنا من هذا التجمّع العالميّ للمكتبيّين، ونأخذ أفكاراً وتجارب يمكنها أن تُثري حياتنا المهنيّة وتطبيقها في مجتمعاتنا العربيّة، والله وليّ التوفيق وهو المستعان".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: