الى

قصائد خلّدت شعراءها: (يحسين بضمايرنه) صرخةٌ بوجه الطّغاة على مرّ العصور

على الرغم من اختلاف الأزمنة، إلّا أنّ قصيدة (يا حسيـــن بضمايرنــــــه ... صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه) لا زالت تتجدّد كلّما حلّ عاشوراء، لأنّها تجسّد الرّفض الحسينيّ للظلم والطغيان، فراحت تردّدها القلوبُ قبل الشفاه حتّى أمست نشيداً لمحبّي أهل البيت(عليهم السلام) في كلّ بقاع العالم، وفي كلّ موسم عاشوراء لابُدّ لك أن تسمع صداها في كلّ ركنٍ من أركان العزاء الحسينيّ.
ربّما يتساءل البعض لمَ خُلّدت هذه القصيدة؟ والجواب: لِما تحتويه من معانٍ عظيمة وسامية تُبرز الدور العظيم لنهضة سيّد الشهداء(عليه السلام)، في إحياء الإسلام المحمّدي بلغةٍ فطريّة بسيطة تلامس شغاف القلوب الرافضة للظلم.
فهي تعرض لمتلقّيها بكلّ بساطةٍ الأسبابَ التي جعلت من عشق الحسين(عليه السلام) ضياءً ينير القلوب، وكيف يتعلّم من سار على نهجه مبادئ الإنسانيّة التي افتداها بروحه بعد أن خيّم فوقها ظلمُ بني أميّة وأتباعهم.
وهذه القصيدةُ خلّدت شاعرها المرحوم عبد الرسول محي الدين، الذي عُرف بها بعد أن قرأها الشيخ ياسين الرميثي(رحمه الله) عام 1977م، إلّا أنّ هناك مصادر تقول: إنّ أوّل مَنْ قرأها هو الشاعر نفسه في الصحن الحسينيّ الشريف بذكرى أربعينيّة سيّد الشهداء(سلام الله عليه)، لكنّه لم يستطع إكمالها بعد أن أجهش بالبكاء حزناً وكمداً على إمامه الحسين(عليه السلام).
وممّا جاء في مطلعها:
ياحسيـن بضمايرنـــــــه *** صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي *** لا دعـوة ومجــرّد راي
هـذي مـن مبادئنـه *** صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
*********
بتكوينه البشـر يـا حسيـن*** متسـاوي النوعيـّـــــه
جسمه ومحتـواه واضـح*** ومعــــــروف بتساويّـه
الشئ البـي خفـي ومجهـول*** نــــزعاتـه النفسيـّه
وهيّه بدورهـا اتكشفـه*** وتظــــــهـر لـك مخافيّـه
تكشفه مـن اتّجاهاتـه*** شر يو لا حسِـــــــنْ نيّـه
واحنـه بنفسـك آمنّـه***مـن اعرفـــــــناهـا قدسيّـه
بشخصيتك لمسنه أوصاف*** مــا انوجـدت بشخصيّـه
لمسنه بيك أبو الأحرار*** اعرفـــنـه المـوت حرّيـه
لمسنه التضحية بشخصك*** عرفنا الشرف تضحيّـه
لمسنه بيك أبي وما تليـن ***عرفــــنـا الـذلّ عبوديّـه
لمسنه على الكرامة اﮔضيت*** عرفنا نريدها هيّـه
لمسنه ابذلت دم وحييـت*** عرفنـه الدنيـا وقــــتيّـه
لمسنـه قسـوة أعدائـك ***عرفــــــــنـا احنـه فدائـيّـه
عرفنه انظل بيدين يزيد*** مـن إيـد لقــــسـاوة إيـد



#عاشوراء_منهاج
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: