الى

قصائدُ خلّدتْ شعراءها : (نار بدليلي تسعر) تصويرٌ لمشهدٍ من مشاهد الطفّ المؤلمة وخلودٌ لشاعر القصيدة

حين تكون نيّة الإنسان صادقة في عهده يكتُب اللهُ له التوفيق من حيث لا يحتسب، وما السير في طريق الإمام الحسين(عليه السلام) وخدمته إلّا توفيقٌ من عند الله.
الشاعر والرادود الكبير عزيز محمّد كاظم الكلكاوي -أطال الله عمره- المولود في كربلاء عام 1932م، في محلّة باب النجف وهي من المناطق العريقة في مدينة كربلاء، ذاع صيتُه في خمسينيّات القرن الماضي شاعراً ومُنشِداً حسينيّاً، وعلى الرغم من وافر قصائده التي قُرئت بحناجر مختلفة من كبار خَدَمة المنبر الحسينيّ، إلّا أنّ توفيقَه وصيتَه ذاع وشاع في الوسط الأدبيّ بقصيدةٍ أنشدها المرحوم حمزة الزغيّر، وهي قصيدة: (نار بدليلي تسعر *** ما تنطفي يا الأكبر).
وعلى الرّغم من أنّها لم تكن القصيدة الوحيدة التي قرأها المرحوم حمزة الزغيّر، إلّا أنّها بقيت خالدةً تردّدها الأجيال الكربلائيّة كلّما مرّ ذكرُ شاعرها أو حلّ موسمُ الأحزان على محبّي أهل البيت(عليهم السلام).
وصف الكلكاوي في هذه القصيدة فاجعة السيّدة ليلى بنت عروة بن مسعود الثقفيّ زوجة الإمام الحسين(عليه السلام) بولدها عليّ الأكبر، وهو يتحدّث بلسان حالها واصفاً ما حلّ بها من مصيبةٍ بعد فقدها لولدها، وإنّ روعة التفاصيل في هذه القصيدة تشدّ المتلقّي وتدفعه للإبحار في وزنها وقافيتها، ففي مستهلّها وظّف الشاعر حرقة الأمّ حين تستذكر ابنها بصورةٍ أدبيّة صادقة وكأنّه شهد المقتل، وممّا جاء في مطلع هذه القصيدة الخالدة:
نـار بـدلـيـلـي تـسـعـر ... مـا تـنـطـفـي يا الأكـبر
والـنـار شـيـطـفّـيها ... تحرق گلب راعيها ... ما تنطفي يا الأكبر
نـام بـرغـد وتـهـنّـه ... يـالـحقّقت آمالي ... يا ثُمر گلبي وعزمه
هـيـج الـولـد يـردونـه ... مـا يعز دمّه الغالي ... للدّين يضحّي بدمّه
وارفعتْ بـالعـز راسي ... أدريك نعم الوالي ... ولگلبي تفرج همّه
تـدري بـدلـيـلـي اشـصـابـه ... مـنّ الـفـراگ صـوابه
ولـمـهـجـتـي يـتـاليها ... والنار شيطفّيها... ما تنطفي يا الأكبر
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: