استأنفت الملاكاتُ الفنّية والهندسيّة العاملة في مشروع توسعة مقامِ الإمام المهديّ(عجّل اللهُ فرجه الشريف)، أعمالها التي وصلت الى مراحلها الأخيرة بعد توقّفٍ أثناء زيارة الأربعين، حيث قطعت خطواتٍ كبيرة فبدأت الصورة تكتمل يوماً بعد آخر وتتّضح ملامحُ العمل.
الأعمال وبحسب ما بيّنه قسمُ المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة وهو الجهة المشرفة على تنفيذ المشروع، شملت مواصلة العمل بتركيب قطع المرايا المقطّعة فنّياً لسقوف وجدران القاعات، (جزءٌ منها خاصّة بالنساء تبلغ مساحتها (490) متراً مربّعاً تقريباً، أمّا الجزء الثاني فشمل قاعةً للرجال تبلغ مساحتها (310) أمتار مربّعة، وأخرى لخَدَمَة المقام تبلغ مساحتها (150) متراً مربّعاً، أمّا المتبقّي من المساحة فهو للمرافق الخدميّة)، مع مواصلة أعمال تغليف الواجهة الأماميّة والخلفيّة للمقام بالكاشي الكربلائيّ المعرّق، وتسير بموازاة هذه الأعمال أعمالُ المدخل الرئيسيّ للمقام الذي يشمل بوّابةً كبرى تتوسّط مدخله القديم من الخارج وحاضنةً له، تعتليها طارمةٌ يبلغ عرضها أكثر من أربعة أمتار وعلى جانبيها أعمدةٌ أخرى على شكل أواوين سيتمّ تغليفها بالكاشي الكربلائيّ المعرّق، وقد استُخدِمَ في هذه الأعمال الهيكلُ الحديديّ وهو من الإضافات الجديدة لهذا المشروع.
أمّا ما تمّ الانتهاء منه فهو تركيب أغلب المنظومات الرئيسيّة للمشروع كالإنارة والإنذار والإطفاء والاتّصالات والمراقبة وغيرها، والانتهاء من بناء وتغليف برج ساعة المقام التي تعتلي سطحه في منتصف واجهته الأماميّة.
يُذكر أنّ مقام الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه الشريف) يقع على الضفة اليُسرى من نهر الحسينيّة الحالي عند مدخل كربلاء على الطريق المؤدّية الى مقام الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) وهو مزارٌ مشهورٌ، وقد قامت العتبةُ العبّاسية المقدّسة بإجراء أعمال صيانة وتحديث له بدءً من القبّة وصولاً الى قاعات الحرم والمرافق الأخرى الملحقة، ولكون أنّ موقع المقام لا يُمكن إجراء توسعة خاصّة به من جهاته الثلاث تمّ إجراء التوسعة من جهة نهر الحسينيّة وهي الجهة الغربيّة له وتكون بمحاذاته، وذلك باستخدام ركائز كونكريتيّة توضع عليها مجسّرات دون حدوث قَطْعٍ أو انسداد أو تغيير لمجرى النهر، وبمساحةٍ تُقدّر بـ(1200) مترٍ مربّع وتتّصل بالمقام عبر منافذ وأبواب خاصّة.