الى

مراكزُ تراث العتبة العبّاسية المقدّسة تورق غصناً بحثيّاً وتراثيّاً في محافظة النجف الأشرف

انطلاقاً من دورها واهتمامها في إحياء التراث الثرّ الذي تزخر به أمّهات المدن في العراق، افتتحت العتبةُ العبّاسية المقدّسة مؤخّرًا متمثّلةً بقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة فيها، مركزاً تراثيّاً يُعنى بدراسة وتحقيق وتوثيق تراث مدينة النجف الأشرف، لينظمّ الى مراكز التراث الأخرى في كربلاء والحلّة والبصرة.
رئيسُ قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة الشيخ عمار الهلالي تحدّث لشبكة الكفيل عن هذا المركز قائلاً: "يشكّل التراث نافذةً من أهمّ النوافذ لرسم مستقبل المدن، إذ أنّ حاضر أيّ مدينة إذا لم ينفتح على تراثها سيكون تاريخها معتماً ومستقبلها ضبابيّاً، فإذا كان الماضي مسكوناً بالدّرر وزاخراً بالمحامد والعبر، فإنّه سيكون حتماً من مستلزمات الارتقاء، ومنبعاً من منابع التقدّم، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مركز تراث النجف مدينة العلم والعلماء؛ ليجسّد تراث هذه المدينة العريقة التي امتازت بأنّها منبعٌ للحضارة ومصدرٌ للإشعاع العلميّ والفكريّ".
مبيّناً: "سيأخذ المركزُ على عاتقه المساهمة في إعادة إحياء تأريخ وتراث أهل البيت(عليهم السلام) في مدينة النجف الأشرف وعلمائها الأعلام، وتحقيقه وتسليط الضوء عليه أكثر خوفاً عليه من الضياع والتحريف".
أمّا مديرُ المركز الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي فقد أضاف بالقول: "إنّ مركز تراث النجف الأشرف أُنشئ بمباركة ودعم المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة –دام عزّه- وأمينها العامّ –دام تأييده-، وسيكون سلسلةً من قمم إحياء التراث التي دعمتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، وسيسعى للملمة شذرات التراث الإسلاميّ في هذه المدينة العريقة ونشره بالتحقيق والطباعة".
مبيّناً: "يهدف المركز الى:
- استخراج التراث المغمور في هذه المدينة المقدّسة.
- جمع ما يُمكن جمعُه من تراث المدينة المتمثّل بالكتب، والمخطوطات، والوثائق، والصور، والصحافة القديمة، ومؤلّفات العلماء.
- المساهمة في التعريف بهذه المدينة من الناحيتين الجغرافيّة والتاريخيّة وتسليط الضوء على أدوارها الرياديّة.
- تهيئة مرجعٍ معلوماتيّ لتاريخ مدينة النجف الأشرف وحاضرها بما يحتاج من وسائل وأدوات تقليديّة كانت أم حديثة، ليرتشف منه الباحثون وطلّاب الفكر والعلوم والمعارف فيما يختصّ بهذه المدينة المعطاء.
- ذكر مآثر وفنون الشخصيّات النجفيّة وتوثيقها وفاءً لأصحابها كي لا تُبخَسَ حقوقُهم.
- تعميق الصلات مع مراكز الأبحاث والدراسات في داخل العراق وخارجه لتبادل الرأي والخبرة.
- عقد الندوات والمهرجانات والمؤتمرات التي تصبّ في دعم مسيرة المركز".
أمّا عن وحدات المركز فقد بيّن الحلّي: "إنّ المركز يتألّف من ثلاث وحداتٍ هي: وحدة تحقيق المخطوطات، وحدة فهرسة المخطوطات، وحدة الدراسات التاريخيّة. ومن المؤمّل أن تُضاف إليها وحداتٌ جديدة مستقبلاً حسب ما تقتضيه حاجة المركز والأهداف التي أُنشئ من أجلها".
يُذكر أنّ إنشاء هذا المركز يندرج ضمن أنشطة العتبة العبّاسية المقدّسة العلميّة والبحثيّة، ودعماً منها للتوثيق التأريخيّ، وذلك من خلال سلسلة المراكز التي يُجرى تأسيسُها في مدن العراق المختلفة، من أجل المحافظة على تراث هذه المدن، وتأليف الكتب والدّراسات المتخصّصة بتراثها وبمختلف فنونه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: