أمّا كربلاء المقدّسة فكانت تُعتبر من المحافظات التي تشتهر بزراعة النخيل، وتُصنّف ضمن المحافظات المُنتِجة للتمور، وقد تراجعت أيضاً في الآونة الأخيرة لعدّة أسباب، لعلّ من أبرزها تحويل الأراضي الزراعيّة الى مناطق سكنيّة نتيجة أزمة السكن.
وبسبب هذه العوامل أقدَمَت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة ضمن خططها الاستراتيجيّة، من أجل الحفاظ على هذه الثروة من الانقراض، على إنشاء مزرعةٍ نموذجيّة للنخيل ذي الأصناف النادرة، مستثمرةً المساحات الصحراويّة الشاسعة وتحويلها الى مساحاتٍ خضراء تطبيقاً للحديث الشريف: (الأرضُ لمن أحياها).
وفي مثل هذا اليوم (23 كانون الثاني) من عام 2017م، وضعت العتبةُ العبّاسية المقدّسة اللّبنةَ الأولى لإقامة مزرعةٍ نموذجيّة للنخيل ذي الأصناف النادرة، واليوم وصلت مساحتُها إلى (500) دونم، زُرعت فيها (8422) نخلةً توزّعت بين (78) صنفا نادراً، ولا زال الطريقُ في بدايته.
ويهدف هذا المشروع الى الآتي:
أوّلاً: المحافظة على الهويّة الزراعيّة للبلد.
ثانياً: هذه المزارع ستكون بمثابة مصدّات طبيعيّة للرياح والعواصف الترابيّة.
ثالثاً: يُعدّ فرصةً لتشغيل الأيادي العاملة للعناية بهذه المزروعات.
رابعاً: المساهمة في رفد السوق المحليّة بنوعيّات وأصناف جيّدة ونادرة من التمور.
خامساً: توظيف الإمكانيّات والخبرات الزراعيّة ووضعها في مجالها الصحيح.
سادساً: الاستفادة من الفائض من مياه الآبار الارتوازيّة.
سابعاً: إمكانيّة زراعة أشجار أخرى كالحمضيّات وغيرها والاستفادة منها كذلك.
ثامنا: إدخال تقنيّات وآليّات حديثة في زراعة النخيل بالاستفادة من الخبرات المحليّة والدوليّة.
تاسعاً: جعل هذه المزرعة مصدراً لتكاثر الأنواع النادرة من النخيل.
عاشراً: استثمار الأراضي الزراعيّة الصحراويّة وتنمية الواقع الزراعيّ.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المشروع جاء مكمّلاً لمشروعٍ آخر، ألا وهو مشروع الساقي للمياه البديلة عن مياه نهر الفرات، الذي يتضمّن حفر آبارٍ ارتوازيّة لمواجهة أزمة المياه والاستفادة من المياه الجوفيّة، التي أثبتت نجاحها في الفحوصات المختبريّة لسقي المزروعات ومنها النخيل.