بعد أن تمّ الانتهاء من نقل أجزاء وقِطع الشبّاك الجديد لمرقد العبد الصالح أثيب اليمانيّ المعروف بـ(صافي صفا) -رضي الله عنه- في محافظة النجف الأشرف، شرعت الملاكاتُ الفنّية والهندسيّة العاملة في قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة التابع للعتبة العبّاسية المقدسة -وهي الجهة التي تولّت تصميمه وتصنيعه وتركيبه- بالأعمال الأولى لتركيب الشبّاك، التي استُهلّت بنصب الهيكل الخشبيّ الذي يُعتبر الحامل لكافّة أجزائه.
وبحسب ما بيّنه المُشرف على أعمال النجارة المهندس علي سلّوم: "أنّ الأعمال تُنفّذ من قِبل فنّيّي معمل النجارة التابع لقسم صناعة شبابيك الأضرحة، وقد سبقتها إجراءاتٌ استباقيّة كتهيئة الأرضيّة لنصب الهيكل وأجزائه واحتساب ميول الأرض، من ثمّ المباشرة بأعمال التثبيت التي تشمل أعمالاً أخرى جميعها تؤدّي الى تثبيته بصورةٍ صحيحة دون أيّ أخطاء، وتبعاً للقياسات التي أُخذت قُبيل الشروع بأعمال صناعة الهيكل الخشبيّ".
وأضاف سلّوم: "إنّ أعمال التركيب تتمّ بحرفيّةٍ عاليةٍ، لكون أنّ هذه الأعمال قد جرت افتراضيّاً في قسم صناعة الشبابيك، إذ تمّ ترقيم كافّة الأجزاء المُصنَّعَة كلّ جزءٍ على حدة، ورُكّبت القطعُ بعد أن تمّ احتسابُ قياساتٍ خاصّة من ناحية الأوزان وارتفاع الزوايا وغيرها من الأمور، وسترتكز أضلاعُ هذا الهيكل على قواعد حديديّة مصنوعة من الستانلس ستيل يبلغ عددُها (14) قاعدةً، أربعٌ منها ترتكز عليها الأعمدةُ الركنيّة الرئيسيّة لهيكل الشبّاك (الأركان)، والقواعد العشر الباقية ترتكز عليها الأعمدة الجانبيّة التي تربط بين المشبّكات (الدهنات) الجانبيّة".
يُذكر أنّ الخشب المُستَخدَم في صناعة الهيكل العامّ هو خشبُ الصاج البورميّ، الذي يمتاز بعدّة ميزات منها مقاومته للظروف البيئيّة المختلفة من رطوبةٍ وغيرها، ودرجة تحمّله العالية للأحمال والأثقال، وعدم تعرّض حشرة النمل الأبيض –الأرضة- له وغيرها، حيث تمّ تشكيل الخشب الخام وتقطيعه وفقاً لأبعاد الهيكل وباستخدام آلاتٍ ومكائن خاصّة تمّت تهيئتها لهذا الغرض وبإشراف كادرٍ فنيّ، حيث تمّ تقطيعه وإجراء العمليّات الفنّية والهندسيّة وفقاً للقياسات المطلوبة، وإنّ سُمْك ومتانة وحرفيّة العمل بهذا الهيكل جعلته قادراً على حمل أوزان المعادن التي ستُثبّت عليه.